35 ألف مسيحي يشرعون بمغادرة كردستان لتهميش حقوقهم وهجرتهم تنذر بانقراض أقدم التجمعات فـي العالم
    

 ذكرت صحيفة كندية أن 35 ألف مسيحي في كردستان بدؤوا بمغادرة اقليم كردستان الى خارج العراق بسبب حرمانهم من حقوقهم المدنية والاقتصادية   وشحة فرص العمل وعوائق اللغة والثقافة التي يعانون منها. ولفتت الى ان عدد المسيحيين في العراق انخفض الى 300 الف من مليون و300 الف في العام 1991، فيما حذرت من ان هجرتهم المتواصلة تنذر بانقراض أقدم التجمعات المسيحية في العالم.
وفي الوقت الذي اشارت الصحيفة الى ان نصف اللاجئين العراقيين في تركيا هم من المسيحيين ويقدر عددهم بـ1700 لاجئ، نوهت بأن عدد الكنائس التي استهدفت بعمليات انتحارية منذ العام 2004، بلغ نحو 71، واصفة استهداف كنيسة سيدة النجاة العام 2010 بأسوأ هجوم تعرضت له الطائفة.
وتروي صحيفة ذي تورنتو ستارز، عبر تقرير قصة خبرية أعدها لها الصحفي ماثيو فوكوتو، ونشرتها أمس الاحد، قصة أحد المسيحيين الذي اضطر الى الهجرة لكردستان بعد ان خطف مرتين ونجا منهما بفدية.
وتقول الصحيفة ان "رستم سيفريان البالغ من العمر 63 عاما، يجلس في غرفة المعيشة وسط منزله الواقع في اربيل، يتوقف عن الكلام، ويحاول ايقاف دموعه من التساقط". 
وتبين ان "سيفريان مسيحي أرمني كان يسكن في محافظة الموصل شمال العراق، وقد خطف في شهر تموز من العام 2006، على أيدي جماعات اسلامية متطرفة، تظهر استمرار مسلسل استهداف المسيحيين في العراق".
وتردف ذي تورنتو ستارز "أخلي سبيل سيفريان بعد 5 أيام من خطفه اثر دية دفعتها أسرته مقدارها 72 ألف دولار، ولم يكن خطفه هذا الأول، بل سبق أن تعرض في وقت سابق للخطف ليوم واحد على يد نفس الجماعات ودفعت أسرته مبلغ 12 ألف دولار، لتحريره".
وتستدرك الصحيفة "أحد أقارب زوجته، وهو مسيحي أيضا، لم يكن محظوظا بقدره، ذلك ان عائلته وجدت جثته بعد 3 أيام من خطفه".
وتشير آخر الاحصائيات (بحسب ذي تورنتو ستارز) الى ان "أعداد المسيحيين في العراق انخفضت الى 300 ألف أو 500 ألف، بعد ان كان تعدادهم يصل مليون و300 الف مسيحي في العام 1991، لتنذر بانقراض أقدم التجمعات المسيحية في العالم".
وتطرقت الى ان "المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للامم المتحدة، سجلت ارتفاع أعداد اللاجئين العراقيين في تركيا، وظهر أن نصف العدد هم من المسيحيين حيث بلغوا 1700 لاجئ".
ويضيف الصحفي فوكوتو ان "سيفريان هو واحد من 35 الف لاجئ مسيحي هاجروا من مختلف أنحاء العراق الى كردستان التي تتمتع بوضع مستقر نسبيا، لكن المنطقة تحولت في الآونة الأخيرة الى محطة مغادرة لعشرات الألوف منهم، بسبب شحة فرص العمل، وعوائق اللغة والثقافة، التي دفعتهم الى التخلي عن العراق، وكردستان أيضا".
ويستطرد في تقريره "حتى وان تمكن المسيحيون من ممارسة طقوسهم الدينية بأمان نسبي في اقليم كردستان، فان الكثير أمثال سيفريان، يؤكدون عدم احترام حقوقهم المدنية والاقتصادية هناك".
ويشير الى أنه "من دون أي شكل من المساعدات التي من الممكن أن تقدمها له الحكومة العراقية، فان سيفريان يعتمد بصورة كلية على راتب ابنه، ويقول (كنت أعيش في الموصل مثل الملك)".
وتواصل الصحيفة الكندية سرد حكاية سيفريان "بعد أن باع منزله المؤلف من 4 طوابق في الموصل، العام 2006، انتقل للعيش مع زوجته وابنته في شقة صغيرة تقع في منطقة عينكاوا وهي جيب مسيحي متاخم لمدينة اربيل".
وترى انه "يتوجب عليه الآن أن يجدد اقامته في كردستان عند نهاية كل عام، ما يتطلب الكثير من الوقت والمال بغية اتمامها".
ويبين سيفريان للصحيفة "ليس بامكاني أن اعمل وأنا في هذا العمر، كما أني لا أتقن اللغة الكردية، وبهذا الحال فاني لا أملك أي فرصة للنجاة".
وتعتبر الصحيفة الكندية أن "أسوأ هجوم طال المسيحيين كان العام 2010 عندما اقتحمت عناصر ارهابية فخخت نفسها، حرم كنيسة سيدة النجاة ببغداد، وأسفر الهجوم عن مقتل 58 مصليا مسيحيا، بينما نشرت وكالة الانباء الآشورية الدولية تقريرا أكدت فيه استهداف 71 كنيسة في عموم العراق منذ العام 2004، كما سجلت المنظمة الدولية للاجئين اعتداءات على ممتلكات مسيحية واضرام الحرائق فيها، العام 2011 داخل اقليم كردستان".
ويذكر كيلدو رامزي، أمين عام اتحاد الشباب الكلدواشوريين في اربيل، لـفوكوتو "نحن النسيج الأضعف داخل فسيفساء المجتمع العراقي، فاذا أراد المتشددون أن يبعثوا برسالة الى الولايات المتحدة فما عليهم سوى استهداف كنيسة بسيارة مفخخة

وكالات

 

محرر الموقع : 2013 - 02 - 04