«أنصار الاسلام» ينقل عملياته من كردستان الى حوض حمرين ويهجر 100 أسرة بمعدل 3 يوميا
    

ديالى – محمد طلال :كشفت اللجنة الأمنية في محافظة ديالى عن نقل تنظيم أنصار الاسلام نشاطه من مناطق اقليم كردستان الى حوض حمرين المتنازع عليها، مؤكدة أن أجندات سياسية تقف خلفه تسعى لتغيير الملامح الديموغرافية للمنطقة.

وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر استخبارية استهداف هذا التنظيم للعوائل الشيعية والكردية، كشف مدير ناحية السعدية عن نزوح الكرد بمعدل 3 عوائل يوميا، جراء تهديدات تلقوها من هذا التنظيم عبر أجهزتهم الخليوية، لافتا الى أن التنظيم هدد عوائل الناحية التي تلتحق بناتها بالمدارس الثانوية المختلطة.

فيما أعلنت ناحية جلولاء نزوح أكثر من 100 عائلة الى مناطق اقليم كردستان وبغداد، إلا أن مسؤولا محليا آخر، أرجع هجرة الكرد والمكونات الأخرى من السعدية أو جلولاء، إلى أسباب خدمية ومعيشية.
قال دلير حسن، نائب رئيس اللجنة الأمنية في محافظة ديالى، إن "تنظيم انصار الاسلام كان ينشط سابقا في اقليم كردستان، لكنه قام بنقل نشاطه وعملياته المسلحة إلى مناطق حوض حمرين شمال ديالى، وخاصة في نواحي السعدية وجلولاء، كما ان هذا التنظيم يعمل تحت لواء القاعدة ويرتبط بها بشكل مباشر".

وافاد حسن بأن "هذا التنظيم الارهابي زاد من عمليات استهداف الكرد في المناطق المتنازع عليها، لإجبارهم على النزوح من تلك المناطق، واحداث تغييرات ديموغرافية فيها لصالح جهات سياسية على حساب الكرد، تزامنا مع قرب موعد انتخابات مجالس المحافظات". وأشار الى ان "جهات سياسية تعمل على تغيير الملامح الديموغرافية للمناطق المتنازع منذ سنين عدة".

ودعا نائب رئيس اللجنة الامنية في المحافظة، الاجهزة الاستخبارية إلى "تكثيف جهودها، وعملياتها الاستباقية لوقف النشاطات الارهابية لهذا النظيم الارهابي، التي وجدت في مناطق حوض حمرين، ملاذات آمنة ومنطلقا لتنفيذ عمليات مسلحة في المناطق المتنازع عليها شمال ديالى".

بدوره، أوضح ضابط في احد الاجهزة الاستخبارية بديالى، ان "تنظيم انصار الاسلام قديم، وموجود قبل سقوط النظام السابق، والتحق افراده فيما بعد بالصحوات، كما عمل قسم منهم بصورة مستقلة عن تنظيم القاعدة".

و بين الضابط الذي رفض الكشف عن هويته، أن "النظام السابق أسس تنظيم انصار الاسلام في شمال العراق، وهو امتداد لحزب البعث، حيث كان ينشط تحت اشرافه ليضم في حينها اكثر من 700 مقاتل كردي، وكان لهم ارتباطات مباشرة مع منظمة خلق الإيرانية في مجال التدريب والتخطيط للعمليات المسلحة".

واشار المصدر إلى "تصاعد نشاط انصار الاسلام في مناطق حوض حمرين شمال ديالى، لاستهداف الشيعة بشكل خاص". وأفاد بان "غالبية العوائل الشيعية في منطقة حوض حمرين شمال المحافظة حملت السلاح لمواجهة تهديدات القاعدة والتنظيمات المرتبطة بها".

من جهته، ذكر احمد الزركوشي، مدير ناحية السعدية، شمال بعقوبة أن "عمليات تهجير الكرد من الناحية في تزايد مستمر، وخاصة بعد ظهور عدة تنظيمات ترتبط بالقاعدة، آخرها تنظيم انصار الاسلام الذي يستهدف الشيعة والكرد بشكل خاص". ولفت إلى أن "تنظيم انصار الاسلام والجهات الاخرى المرتبطة بالقاعدة هددت العوائل في مناطق اطراف السعدية، ومنعت الطالبات من الالتحاق بالمدارس الثانوية المختلطة، مستغلين بذلك الشريعة الاسلامية لتنفيذ مخططات واهداف بعيدة عن الدين الاسلامي".

ونبه الزركوشي عبر "العالم" ان "الكثير من العوائل تخشى الابلاغ عن هذه التهديدات التي وصلتهم عبر اجهزة الموبايل، حفاظا على حياتهم". واعتبر ان "هدف انصار الاسلام، والجهات السياسية الداعمة لها هو اشعال فتيل الحرب القومية في المناطق المتنازع عليها". وأردف مدير الناحية قائلاً ان "نزوح الكرد من السعدية مستمر، وبمعدل 3 عوائل يوميا، علما ان عدد العوائل الكردية التي تركت الناحية يتجاوز 800 عائلة خلال الاعوام السابقة".

الى ذلك، أكد بشير عبدالله، عضو مجلس ناحية جلولاء ان "عمليات تنظيم القاعدة والمجاميع المرتبطة به مستمرة لاغتيال وتصفية لأفراد الاجهزة الامنية، بالاضافة الى الموظفين والعوائل الكردية بشكل خاص"، ونوه إلى ان "لتنظيم انصار الاسلام جذورا وقواعد في جلولاء منذ سنين عدة، وينشط في جميع المناطق المتنازع عليها التي تشهد ازمات سياسية".

ولم يستبعد عبدالله في حديثه ، وقوف "جهات سياسية وراء تنظيم انصار الاسلام لتحقيق اهداف سياسية"، وأوضح ان "الاستهداف الارهابي يطال جميع القوميات والاطياف، لكنه يستهدف الكرد بشكل رئيسي، حيث تجاوز عدد الاسر الكردية النازحة من جلولاء الى كلار وكردستان، اكثر من 100 اسرة".

وفي السياق نفسه، قال أسعد الصالحي، رئيس مجلس السعدية المحلي، إن "التنظيم الذي يهدد بمنع الدوام المختلط في المدارس الثانوية لم تكشف هويته بعد لكنه مرتبط بتنظيم القاعدة". وكشف عن "إتخاذ الأجهزة الأمنية إجراءاتها لصد تهديدات المسلحين للطالبات وعوائلهن، حيث شملت هذه الاجراءات، عبر تكثيف الحماية الامنية، والانتشار حول المدارس والطرق المؤدية اليها".

وقلل الصالحي  من أهمية "تهديدات المسلحين للعوائل في مناطق السعدية في ظل تنامي وعي الاهالي للاخطار الامنية وتعاونهم مع الاجهزة"، ولفت إلى أن "الكثير من العوائل التي هددت من قبل المسلحين وطالبها بمنع بناتها من الدوام في المدارس المختلطة ابلغوا الاجهزة الامنية ولم يكترثوا لتهديدات الارهابيين".

وعزا الصالحي أسباب هجرة الكرد والقوميات الاخرى من السعدية أو جلولاء، إلى أسباب خدمية ومعيشية"، داعيا الحكومتين الاتحادية والمحلية إلى "توسيع فرص الاستثمار ومشاريع الاسكان في السعدية وتوزيع اراض سكنية للمواطنين، بغية تنشيط عمليات البناء والاعمار وامتصاص البطالة".

محرر الموقع : 2012 - 10 - 16