إما الاقليم السني وإما الانضمام الى داعش
    
 
حميد العبيدي
قد يكون ما قاله السيد قوباد الطالباني نائب رئيس وزراء اقليم كردستان بأن إعطاء السنة في العراق القدرة على التحكم سياسياً في مناطقهم بشكل واسع قد تكون الطريقة الوحيدة من أجل إبقائهم بعيداً عن الانضمام إلى تنظيم داعش هو الاستقراء الواقعي للمنطقة الغربية وما يفكر به المتصدين من السياسيين في تلك المحافظات سواء الانبار او الموصل او صلاح الدين وليس كما يشاع في الاعلام المحافظات الست وكأنه يراد لها ان تكون امرا واقعا كما يروج لها الاعلام فليس هناك ستة محافظات ساخنة كما يشاع في القنوات الفضائية والمواقع الا لكترونية وانما هي محصورة في تلك المحافظات الثلاث اعلاه وما يدعو الى وجود امثال داعش وغيرها هو وجود الحاضنة المؤهلة لذلك ، وهنا ليس فيما طرحه السيد قوباد الطالباني فقط وانما هناك وقائع واحداث على الارض اصبحت ملموسة لمس اليد بعد التظاهرات التي حصلت في الانبار والموصل واعتلاها بعض الصقور والمتعاطفين مع الارهاب من اجل ان يرسخوا مشروع التقسيم الطائفي لأنهم يفكرون في اقامة الاقليم السني الذي يدفع باتجاه تمزيق العراق وادخال شذاذ الافاق من بقايا الانسانية من المنتمين الى داعش وغير داعش الى هذا الاقليم الذي سيكون خطورته على الاقليم والمنطقة اكبر بكثير من قضية اقامة الاقليم الاداري وحكم السنة لأنفسهم فهذا الاقليم هو لا يشبه اقليم كردستان على الاطلاق فهناك اختلاف كبير بينهما باعتبار ان اقليم كردستان قائم منذ التسعينات والى يومنا هذا ولكنه في اطار القومية الكردية خلاف هذا الاقليم الذي يؤسس له بعض المتهمين بالارهاب والقتل والدمار ومحكوم عليهم باحكام الاعدام وغيره وبذلك سوف تفتح نار جهم على العراق فيما لو تم فرض الامر الواقع للاقليم السني وهذا بالتأكيد لم ولن ينفع حتى الاخوة الكرد في اقليم كردستان وسيكون اثره الاول عليهم ومن ثم على العراق جميعا وربما سيتمدد على المنطقة ايضا وعلى هذا الاساس سيكون مؤتمرهم ليوم غد ضد الارهاب هو مفتاح للارهابيين ان يفعلوا ما يشاؤوا في العراق خصوصا وان بعض المشاركين عليهم قضائية جنائية واعدام وغيرها من الاحكام الغيابية  لكونهم اشتركوا في مراحل الارهاب التي ضربت العراق وهذا ما سيشكل خرقا للقانون والدستور العراقي .
اذن معادلة الوطنية اذا كانت قائمة على مبدأ اعطونا الاقليم السني وكل شيء او أننا سوف ننضم الى داعش حسب رأي الاخوة في المنطقة الغربية فتلك ليست بالوطنية وانما هي بيع وشراء مكاسب خصوصا اذا امعنا النظر في الوجوه سنجد بينهم عددا من تجار الحروب والباحثين عن الزعامات والاستيلاء على المناصب مقابل ان يتمزق العراق .  
محرر الموقع : 2014 - 12 - 18