من جنوب العراق ...البصرة تستقبل 17 عائلة سورية نازحة من «دوميز» وتبلغ «المفوضية» أنها «غير مهيأة» لإقامة مخيم
    

 

توقعت ارتفاع عددهم وأعلنت سعيها لاستئجار دور لإيوائهم البصرة – حيدر الجزائري
كشفت دائرة الهجرة والمهجرين في البصرة عن نزوح 17 عائلة سورية لاجئة من مخيم دوميز في دهوك الى المحافظة، مشيرة الى أنها وبالتعاون مع الحكومة المحلية اسكنتهم مؤقتا في فنادق وسط المدينة لحين استئجار دور لإيوائهم، فيما لفتت الى أن مجلس المحافظة يتجه لتقديم مساعدات مالية وعينية لتلك العوائل.

وفي الوقت الذي نوهت فيه الدائرة الى أن المفوضية السامية للاجئين طلبت إقامة مخيم للاجئين السوريين في البصرة، أفادت ان المسؤولين المحليين اعتذروا لان البصرة غير مهيأة لإقامة مخيمات من هذا النوع ولجهة مخاوف امنية من وجوده، موضحة ان افتتاحه يشترط وجود 300 عائلة، فيما توقعت ارتفاع عدد النازحين اليها من كردستان خلال الايام المقبلة.

من جهته، أكد مجلس محافظة البصرة ما ذكرته دائرة الهجرة والمهجرين من أن المحافظة غير مهيأة ولديها مخاوف امنية من افتتاح مخيم للاجئين السوريين فيها، لافتا الى انه يسعى الى تقديم المعونة لهم، فيما بين مصدر امني ان قوات الجيش والشرطة في المحافظة ليست لديها آلية واضحة بشأن التعامل مع اللاجئين السوريين لعدم تبليغها من قبل الحكومة بالضوابط المطلوبة.

قال اثير كاظم قاسم، مدير دائرة الهجرة والمهجرين في البصرة، ان "البصرة استقبلت 17 عائلة سورية كانت قد نزحت اليها من مخيم دوميز في دهوك، بسبب ان الجهات المشرفة والمديرة للمخيم سمحت وبايعاز من حكومة كردستان بحرية التنقل للعوائل، ما نتج عنه نزوحها الى المحافظات الجنوبية"، مشيرا الى أن "المفوضية السامية وبالتعاون مع دائرة الهجرة وقيادة العمليات والاجهزة الامنية، ومجلس محافظة البصرة بدؤوا باعداد العدة للملف السوري، وتحركوا حاليا على العوائل السورية الموجودة في البصرة، والتي وصلت حديثا، واسكنوها في فنادق بالتعاون مع الأهالي (أهل الخير) والمتبرعين، وأن مجلس محافظة البصرة بصدد تخصيص مبلغ مالي لذلك".

وشهدت سورية منذ 15 من آذار 2011 حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح والديمقراطية ثم تطورت الى السعي لإسقاط النظام بالقوة وأسفرت المعارك والمواجهات بين القوات النظامية وقوات المعارضة عن سقوط آلاف القتلى، فيما تتهم الحكومة السورية مجاميع "إرهابية" مدعومة من الخارج بالوقوف وراء أعمال العنف.

وكشف قاسم عن ان "هناك مساعي من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في البصرة، لإقامة مخيم للاجئين السوريين في المحافظة، لكن جميع الأطراف المحلية المسؤولة شبه متفقة على أن لا تقيم المخيم في البصرة لأسباب كثيرة"، مؤكدا ان "البصرة غير مهيأة لاستقبال اعداد كبيرة من السوريين، فالظرف الامني غير مستقر بالكامل، والمدينة بالكاد استعادت وضعها الأمني، وهي متخوفة من إرباك ذلك، لأن الظروف والشروط التامة غير مكتملة".

يذكر ان مسؤولين محليين في البصرة اكدوا في 25 من تموز العام الماضي، استعداد المحافظة لاستقبال اللاجئين السوريين، وتقديم التسهيلات اللازمة.

وقال الشيخ فاضل عجيمي المالكي؛ عضو مجلس محافظة البصرة إن "جماهير الزبير بشكل خاص ومضايفها وبيوتها، تعلن الاستعداد والترحيب لاستقبال اللاجئين، ومساعدتهم قدر المستطاع".

وفي التاريخ نفسه، دعا الشيخ حامد الاسدي؛ من مكتب آية الله السيد كاظم الحائري في البصرة، ، المسؤولين المحليين في البصرة؛ الى ان "يأخذوا بعين الاعتبار كل الوسائل التي تؤدي إلى مساعدة الاخوة هناك، وهذه مسؤولية شرعية، والمفروض أن نستقبل هذه الجموع والنفوس، ولا بد من أن تكون الحركة أكثر من شعبنا العراقي ومسؤولينا أيضا، لأنهم عانوا وادركوا ما المعاناة في مثل هذه الأمور، ولا بد من خطوة واسعة وجبارة وسريعة، لتحمل هذه المسؤولية الشرعية".

وأوضح بأن "أهل البصرة على وجه الخصوص تعرضوا للتهجير في الثمانينيات والتسعينيات وبسبب الحروب والدمار، ولا يوجد عراقي شريف يدخر جهدا لايواء ومساعدة إخوانه وأشقائه، ولاسيما أهالي البصرة الذي يتميزون بالكرم والضيافة والعادات العشائرية".

وأردف مدير دائرة الهجرة والمهجرين، بالقول ان "افتتاح مخيم يشترط نحو 300 عائلة، والحال ان العوائل السورية الموجودة في البصرة لا يتجاوز عددها 17 عائلة جميعهم دخلوا بجوازات رسمية وبتأشيرة دخول، وهم مسجلون لدى الأمم المتحدة"، مسترسلا "إضافة الى عدم رغبة الاجهزة الامنية بالتعامل بحدية مع هذه العوائل، اذ نريد استقبالهم وترحيبهم بما يليق بهم كأشقاء، لكن لا يعنى هذا هو فتح الباب على مصراعيه لكافة العوائل".

وكانت وزارة الخارجية أكدت منتصف أيلول 2012 أن أعداد اللاجئين السوريين في محافظتي دهوك والأنبار لا يقل عن 21 ألف لاجئ، وفي 25 من أيلول 2012 أعلنت الحكومة عن إطلاق حملة إغاثة من الشعب العراقي إلى الشعب السوري بواسطة جمعية الهلال الأحمر.

وتوقع قاسم "زيادة اعداد العوائل السورية الى البصرة"، موضحا أن "دائرة الهجرة في البصرة بالتعاون مع المنظمة السامية لشؤون اللاجئين ارتأت كحل مؤقت أن تسكن هذه العوائل السورية الحالية الوافدة حديثا الفنادق، لحين استئجار دور سكنية لهم".

ولفت الى ان "الحكومة المحلية والاجهزة الامنية اتفقت على حصر هذه العوائل في منطقة واحدة لحمايتهم ومراقبتهم في الوقت ذاته".

الى ذلك، أجرت "مصادر اخبارية" اتصالا هاتفيا بعدد من أعضاء مجلس محافظة البصرة وبمسؤولين محليين في المحافظة لغرض معرفة وجهة نظرهم الرسمية حول ما ذكره مدير الهجرة والمهجرين في البصرة من أن المحافظة تميل الى عدم افتتاح مخيم للاجئين السوريين في المحافظة، غير ان جميع من اتصلت بهم "المصادر" لم يجيبوا على اتصالاتها، سوى هاشم اللعيبي، المتحدث الرسمي باسم رئيس مجلس محافظة البصرة الذي ذكر ، ان "المجلس يرى بان المحافظة لا تتحمل وجود مخيمات للاجئين السوريين، بسبب مخاوف من تداعيات أمنية عند افتتاحه"، مستدركا "إلا أن المجلس يتجه الى تقديم معونات مالية ومساعدات للعوائل السورية التي نزحت مؤخرا الى المدينة".

من جهته، أفاد مصدر أمني مسؤول في البصرة، رفض الكشف عن اسمه ، بأن "القوات الأمنية من الشرطة والجيش ليس لديهم أي آلية بشأن التعامل مع اللاجئ لعدم وجود ضوابط واضحة، اضافة الى وجود مخاوف كبيرة من تحول اهتمام السوريين الى البصرة التي يعول عليها العراق الكثير وعلى استقرارها وأمنها"، مضيفا ان "أعداد السورين الآن في البصرة قليل ويمكن السيطرة عليهم، لكن الخوف مما سيحدث في المستقبل اذا استمر توافد العوائل السورية من كردستان العراق، وتحديدا من مخيم دوميز الى البصرة

صوت الجالية العراقية

محرر الموقع : 2013 - 02 - 12