هولنديات مرتدات الى الاسلام
    

ما الذي يحصل للنساء الهولنديات بعد دخولهن الاسلام؟ كيف ينظر لهن المجتمع الهولندي؟ ما هي المشاكل التي تواجه المسلمات الجدد على المستوى الشخصي والاجتماعي ؟ وهل تلقى المسانده والدعم من المساجد او الجمعيات او المؤسسات الاسلامية؟ 
هذه الاسئلة وغيرها حاولت الباحثه من جامعة امستردام فينيسا فرون نجم الاجابه عليها ضمن بحثها الذي قدمته للجامعه يوم 11/4/2014 والذي طبع على شكل كتاب تحت عنوان "الارتداد" نالت بموجبه على شهادة الدكتوراء. 

غياب الخطه

تستهل الكاتبه بحثها بالحديث عن اجواء انتقال المسلمات الجدد الى الاسلام لتقول.. .."على الرغم من اجواء الفرح حين تستقبل المسلمه الجديده داخل المسجد الا ان هذه الفرحه تتلاشى خارجه، حيث تواجه المسلمه انواع من الصدمات تتصدى لها بمفردها فالمساجد والجمعيات الاسلاميه لا توفر لها دليل او منهج يساعدها على التأقلم داخل اوساط المسلمين وخارجهم بطريقة تجنبها الكثير من الصعوبات.

الاسلام وهولندا علاقة متوتره

الصعوبه الاولى الذي تواجهه المسلمات الجدد هو وقوعهن في جو اجتماعي مناهض للاسلام بالعموم ومتوتر في العلاقه معه. فمع بداية القرن الحالي وما جرى من احداث في امريكا والعراق وافغانستان ازدادت الحوارات والابحاث في هولندا حول الاسلام والمسلمين وكثر التشكيك حول قدرة هذا الدين على التأقلم مع الحضاره الغربيه وبالتحديد مع نمط الحياة في هولندا. وفي كل مره يثار هكذا نقاش وتثار التسؤلات والتشكيك حول المسلمين في هولندا تكون المسلمات الجدد من اكثر المجموعات جاذبيه لتوجيه هذه الشكوك والاسئله وذلك لمعرفتهن الدقيقه بمجتمعن الهولندي الاصلي اذ تتمحور معظم الاسئله حول حقيقة مقدرة المسلمه التوفيق بين الاسلام والعادات والتقاليد الهولنديه. 
هذا على الصعيد الخارجي، اما على الصعيد الداخلي الذي يشمل اسرة وعائلة الفتاة المسلمه يتمثل بعدم ارتياح الابوين والاقارب لارتداء الحجاب ويصبح من الواجب على الابوين تقديم وجبات الحلال لابنتهم و (ابنائها وزوجها) . كذلك يصاب الوالدين بالقلق حول مستقبل ابنتهم وعن امكانية حصولها على عمل بعد ارتدائها للحجاب خصوصا وهي محجبه من اصل هولندي يُنظر لها على انها "خائنه" وهذه النظره تختلف عن النظره لسيدة اخرى ترتدي الحجاب من اصول عراقية او مغاربيه
ان هذا القلق من داخل عائلة الفتاة المسلمه بالاضافه الى الخارجي الذي تواجهه من مجتمعها يشكل ازمه ومشكله حقيقيه حسب رأي الكاتبه. 

اسلام بسبب الزواج!

من جملة الافكار التي ارتبطت مع المسلمات الجدد الفكره القائمه على ان اختيارهن الاسلام كان بسبب الزواج من مسلم. لكن بحث السيده فرون يخلص الى حقيقه مختلفه تماما.
ان من بين 47 سيدة هولندية مسلمه كان 21 منهن متزوجه من رجل غير مسلم. الامر الاخر الذي تذكره الباحثه،هو ان العديد من المسلمات الجدد يحملن ثقافه عاليه ولهن معرفة جيده بديانات غير الاسلام او انها نشأت بأجواء مسيحيه وقد سبقت فترت اسلامها جعلتهن على اطلاع واسع على عدت ديانات ويملكن المقدره على المقارنه لهذا كان الاختيار نابع من بحث وتمحيص قبل الانتقال للاسلام . 
اما عن زواج المسلمه الهولنديه برجل مسلم فالسيدة فيرون تخلص الى استنتاج ان الزواج بمسلم متدين يؤدي الى ديمومة الزواح في اغلب الحالات. اما حين تقترن برجل غير متدين ومتبع لتعاليم الاسلام فان هذا الزواج ينتهي عادة بالفشل والطلاق بسبب الاختلاف المستمر بين المسلمه الجديده وواقع زوجها.
سعي دائم وتختتم الكاتبه بحثها ببريق امل و نقطة ضوء لمستقبل مشرق بالحديث عن قيام مجموعة من المسلمات الجدد بتأسيس مجالس خاصه الغرض منها التعرف على تعاليم الاسلام الحنيف مع الفصل المستمر بين الاسلام وبين ما يفعله المسلمين. وقد لاحظت الباحثه فرون تركيز المسلمات الجدد على الفهم والتعرف على القرأن بصوره مباشره. ومن لطائف الامور انضمام عدد من المسلمات المولدات في هولندا من ابوين مسلمين غير متدينين الى مجالس المسلمات الهولنديات لتعلم اساسيات الاسلام كالصلاة والصوم.

ملاحظه
بالتزامن مع نشر هذا الكتاب فان متحف امستردام ينظم معرض يعرض من خلاله صورا عن نساء هولنديات دخلن الاسلام بالاضافه الى تقارير وبحوث معروضه قامت بها الباحثه فينيسا فرون نجم.

 

 

محرر الموقع : 2014 - 04 - 20