أمامك خياران يا مالكي.. إما الضرب بيد من حديد على رؤوس الإرهاب أو ترك بغداد تستباح من (جحوش داعش)
    

لا تخلـوا المباني الحكومية ولا تربكوا الشارع ولا تعطلـوا شريان الحياة وكأننا  نقول للإرهابيين: نعــم  وصلت رسالتكم  


وحصل ما كنا نتوقعه وحصل ما حذرنا منه في مقالاتنا الافتتاحية في الايام الماضية حيث قلنا وبلغة عربية فصيحة ليس فيها ركاكة او رطانة بان تنظيم داعش الارهابي يتحرك على مناطق حزام بغداد بهدف تأسيس مواطئ قدم له
لتكون حواضن وقواعد انطلاق ووثوب نحو العاصمة بغداد وبالأمس حذرنا بصريح العبارة ان قوى الارهاب والصداميين وداعش في مقدمة ذلك يعدون العدة لتنفيذ مخطط ارهابي كبير يستهدف تحقيق خرق امني في العاصمة بغداد، وان هذه القوى الارهابية تحث الخطى وتحرق المراحل ليكون توقيت تنفيذ هذا المخطط قبيل موعد اجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في الثلاثين من نيسان الحالي وقد تمثلت اولى بواكير هذا المخطط بقيام مسلحين مجهولين بينهم انتحاري يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه لحظة اقتحام مبنى كلية الامام الكاظم (ع) في حي اور ببغداد صباح امس الاحد، وهو الحادث الارهابي الذي اسفر عن سقوط شهداء وجرحى بحدود (8) شخصا بينهم اربعة من عناصر الشرطة وان اغلب الضحايا هم من الطلبة والتدريسيين والمواطنين .. وقد اعقب هذا الحادث حدوث امر غريب ومستعجل جدا يقضي باخلاء القوات الامنية لجميع الدوائر الحكومية في مدينة الصدر شرقي بغداد تحسبا لاستهدافها من قبل الارهابيين.. وما يؤسف حقا ان يحصل هذا الخرق الامني في بغداد رغم مطالبتنا مرارا وتكرارا بوضع خطط امنية استباقية لاجهاض المخططات الارهابية وهي في مهدها وليس هذا فحسب بل العمل على شن عمليات نوعية صاعقة لتفويت الفرصة على الاعداء المتربصين بنا .. ان ما حصل في جامعة الامام الكاظم (ع) امس هو بمثابة جس نبض من قبل قوى الارهاب لاكتشاف مدى جهوزية قواتنا الامنية من جهة واكتشاف نقاط الضعف في مفاصلها وعقدها والاهم من ذلك التعامل مع معطيات الفعل ورد الفعل .. ومن هنا فإننا نناشد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي كما ناشدناه قبل مدة بان يضرب بيد من حديد على رؤوس كل قوى الارهاب وتدمير حواضنهم وقطع كل طرق امدادهم وتجفيف منابع تمويلهم وملاحقتهم حتى القضاء على اخر (جحش) من (جحوشهم) .. المعركة التي نريدها هذه المرة حاسمة وفاصلة اما سياسة الكر والفر فلم تعد مجدية ومنتجة ومقنعة.. ومن هنا نرى ان امام السيد المالكي خيارين لا ثالث لهما،اما مواصلة الضرب بمطارق من حديد على رؤوس الارهاب او الجلوس على التل بانتظار ان تأتي داعش لتستبيح بغداد وحرماتنا جميعا .. ونقول يا مالكي : اكشف لنا كل الاوراق التي بحوزتك كي يعرف شعبنا من هو الذي يساهم في سفك الدم واستمرار الحرائق والفوضى في الوطن المنكوب ؟... نعم يامالكي اكشف لنا كل المخفي والمستور ولتسقط كل اوراق التوت عن عورات الذين يدافعون ويقاتلون مع الارهاب .. ليس هناك منطقة رمادية فإما لون ابيض او لون اسود وعلى الساسة الذين يلعبون على الحبال ان يحددوا مواقفهم بوضوح وان يقولوا في اية جهة هم يقفون ؟ هل مع العراق وشعبه ام مع داعش وكل ذيولها وجبابرتها وجرائها .. نعم يا مالكي انت ولي الدم ومسؤوليتك هنا كبيرة وخطيرة ولا مجال للمساومة على وطن وشعب منذ الان .. بقي ان نؤكد على حقيقة ان الشائعات التي ملأت الجو يوم امس كان يفترض التصدي لها امنيا واعلاميا من خلال تفنيدها ببيانات وتصريحات وايضاحات خصوصا في ظل مصادر تتحدث عن معلومات بنوايا الارهابيين لاقتحام مدارس وجامعات ومستشفيات ومراكز شرطة خلال الفترة القليلة المقبلة فضلا عن استهداف المنطقة الخضراء .. املنا ان يتم التعامل مع اي معلومة بجدية وحزم وعدم ترك الحبل على الغارب لان الضحية هو عراقي ولان الدم النازف هو عراقي ايضا . 

البينة الجديدة

محرر الموقع : 2014 - 04 - 20