ليـس للـمرجعية مـوقف معـلن وآخــر مخـفي
    

دعت المواطنين الى عدم التفريط بحقهم الدستوري
كربلاء – علي لفتة
وضع السيد احمد الصافي النقاط على الحروف بدون لبس وأشكال، فقد اعلن بوضوح ان للمرجعية الدينية موقفا واحدا معلنا إزاء الكتل السياسية المتنافسة وليس هناك موقف اخر مخفي سري يعلن للخواص على خلاف الموقف الذي يعلن على الملأ للعوام. 
حاول البعض ان يوهم الناس ان المرجعية ليست محايدة تماماً بين الكتل وان لها تفضيلا معينا لا تقوم بالكشف عنه علنا وفي خطب الجمعة انما هي تعبر عن هذا الموقف المفضل لهذه الكتل او تلك ضمنا او إيحاء وربما كشفته للخواص الذين يقومون بتثقيف الجمهور الموالي عليه. 
هذا تدليس وتلبيس وافتراء على المرجعية التي لا تخشى احدا غير الله وهي تتحدث عن مصالح الأمة وما تقتضيه رعاية شؤون الناس، فحينما قالت المرجعية لأول مرة انها محايدة بين الكتل، راح البعض ممن ساءهم هذا الموقف يشيعون في الأوساط الشعبية ان هذا الموقف المعلن لا يعبر عن حقيقة موقف المرجعية وأنها تقوم بإيصال رأيها الحقيقي الى المعنيين بطرقها الخاصة.
في مجتمع يرجع الى المرجعية الدينية في قضاياه، كانت هذه المرويات الموضوعة كفيلة بإشاعة البلبلة والاضطراب في أوساط الناخبين الموالين للمرجعية، وهو اضطراب مصطنع مقصود منه توظيفه لصالح من اصطنعه واقحم المرجعية  في امر، بنية غير سليمة. 
وما كان للمرجعية العليا الا ان تحسم الموقف وتضع النقاط على الحروف وتعلن على لسان السيد الصافي ببيانه الواضح ان "ليس للمرجعية الدينية العليا موقف معلن وآخر يتم الإيحاء به لبعض الناس". 
ولفت الصافي، خلال خطبة الجمعة الاخيرة التي تسبق الانتخابات التشريعية، الى ان المرجعية تقف على مسافة واحدة من جميع المشاركين، وانها لن تدعم سوى المشاركة الواسعة والاختيار الافضل.
وتدل تأكيدات المرجعية الدينية العليا على انها تولي اهتماما بالغا باختيار الشخصيات التي بمقدورها تلبية تطلعات الشعب، بعيدا عن تسمية قائمة معينة، بقدر تشديدها على المشاركة الواسعة، الكفيلة باختيار قائمة صالحة تمتلك رؤية متكاملة لإدارة البلد خلال السنوات الاربع القادمة وانتخاب مرشحين يتصفون بالنزاهة والكفاءة والإخلاص والحرص.
وتعد دعوات المرجعية بمثابة موقف معلن من جميع المشاركين في الانتخابات التشريعية المزمعة اقامتها في الثلاثين من نيسان الحالي، وهو الموقف الذي يفند بعض الادعاءات الكاذبة التي روجت لوقوف المرجعية مع قائمة دون اخرى، وهو الموقف الذي نفاه بشكل قاطع معتمد المرجعية العليا امين عام العتبة العباسية احمد الصافي, في خطبته امس الجمعة, امام الاف المصلين بالصحن الحسيني وحضرتها "الصباح" حينما قال بشكل واضح: " ان المرجعية تقف على مسافة واحدة من جميع المشاركين في الانتخابات وتفضل ان يختار الناخبون ممثليهم بانفسهم استنادا الى قناعاتهم الشخصية وليس اتكاء على قناعات اخرى".
وشدد الصافي على ضرورة عدم التفريط بحق الناخب الدستوري في هذا العرس الانتخابي، مبينا ان "العراق يعيش ظروفا صعبة ويواجه تحديات كبيرة، لا سيما في ملفات الخدمات والامن والفساد" معتبرا "ان الانتخابات فرصة "عظيمة للتغيير نحو الافضل وعلى الجميع ان يستغلوا هذه الفرصة".
واوضح معتمد المرجعية ان المشاركة في الانتخابات أمر بالغ الاهمية لانها مستقبل البلد", داعيا  الاباء الى عدم منع الابناء، والازواج الى عدم منع الزوجات من المشاركة في الانتخابات.

محرر الموقع : 2014 - 04 - 25