ممثل المرجعية العليا في أوروبا يناشد العالم الإسلامي في ليلة القدر بالتوجه إلى الله والتضرع والخشوع إليه، والالتزام بمنهج أهل البيت (ع)، والسير على الخط المرجعي الذي هو صمام الأمان للمسلمين في هذا العصر ​​
    

 جاءت مناشدته هذه بمناسبة حلول ليلة القدر المباركة، التي يفتح الله فيهاأبواب السماء لعباده ليستمطروا شأبيب رحمته، ويغرفوا من بحر جوده وكرمه، ويغتسلوا من أدناس ذنوبهم وأدران خطاياهم. تلك الليلة التي لا تطاولها ليلة شرفاً ومنزلة وعلواً، لأنها الليلة التي أنزل الله تعالى فيها كتابه الكريم وفرقانه العظيم، وهي الليلة التي تتنزّل فيها الملائكة فتضيق بهم الأرض -كما ورد في بعض الروايات-، وتقدر مقدرات الخلق فيها فيمختلف شؤون السنة.

فما أعظمها من ليلة وما أشرفها! وما أشد خسارة من يكون فيها لاهياً عن الله، منصرفاً إلى دنياه. لذا يجب أن يتضرع الخلق فيها جميعا إلى باريهم، راجين منه أن يفرج عنهم وعن جميع المؤمنين ما أحدق بهم من كروب، وما نزل عليهم من خطوب، أحاطت بهم إحاطة السوار بالمعصم،  فأفكار الأرهاب تغزوهم، وسهام الفرقة تمزقهم، والأعداء يتربصون بهم، ووسائل الأعلام تلوّث العقول والقلوب بما تنطوي عليه من سموم تسعى لإذابة العقائد ومحو الأخلاق .

وليس من سبيل إلى النجاة من هذه الأهوال، إلا التضرع إلى الله والالتجاء إليه في هذه الليلة، والاعتصام بالقران المجيد وسنة أهل البيت (ع)-التي تشتمل على كل ما يحصّن دينهم، ويقيهم من شرور دنياهم-، والتزامهم بخطمرجعيتهم العليا الذي هو الامتداد للخط الإلهي، والتي لا تزال وما برحت تزوّد المؤمنين بالآراء السديدة، وترعاهم رعاية الأب الحنون لأولاده. 

فنسأل المولى جلت عظمته أن يوفقنا لإحيائها والاستفادة من أجوائها، إنه ولي التوفيق.

محرر الموقع : 2016 - 06 - 28