المعذرة اليك يا رسول الله (ص)
    

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين

                          المعذرة اليك يا رسول الله (ص)

 

ياحبيبي يارسول الله (ص) المعذرة اليك فأننا أمةٌ لا نعرف قدرك بل إنَّ الكثير منا من حيث يدري ولا يدري أساء اليك من خلال تشويه صورتك في أعيُن الاخرين وكأنك صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك الطاهركنت تعلم وانت العالم وقد أنبأك الله بأنّ الناس بعدك سوف تكذب عليك لذلك حذرت روحي فداك ونبهت بقولك ( سوف تكثر بعدي الكذابة الا فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار) من هنا ما قامت به مؤخراً صحيفة شارلي أبدو الفرنسية من نشر صورٍ ورسوم مسيئة لحضرتك كثيرٌ منه سببه ما كتبه وصوره بعض المسلمين من صورٍ مشوهةٍ لمقام النبوة فما عسانا ان نقول ونحن نجد في بعض الكتب المنسوبة الى المسلمين ومما اعتبرها  كثيرٌ من المسلمين انها كتب صحيحة من الجلد للجلد حيث ورد فيها ان النبي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم قال (جعل رزقي تحت ظل رمحي) (البخاري باب ماقيل في الرماح) فهذا الحديث المرعب والذي  معناه ان الرسول (ص) يتعيش بالقتل رواه البخاري عن ابن عمر منسوباً للنبي صلوات الله عليه كذباً وزورا لانه مخالف لسيرة الرسول العظيم (ص) الودود الرحيم فقد ورد كما في السيرة الحلبية انه صلى الله عليه واله بعث بطعامٍ ومؤن لمشركي قريش عندما اصابتهم مجاعة وذلك في السنة السابعة من الهجرة وقد اوصل تلك المؤن الى عدوه ابي سفيان وامره ان يوزعها على اهل مكة المشركين في ذلك الوقت فأنقذهم من مجاعة نتيجة منع السماء قطرها عنهم مع انهم مشركون محاربون له هذه اخلاق خاتم الانبياء (ص) وهذه هي الصورة الحقيقية للاسلام  ولاعجب فهو روحي وارواح العالمين له الفداء الرحمة المهداة من السماء.

 من هنا اناشد احرار المسلمين واصحاب الضمائر الحية من مفكري العالم أن ينصفوا خاتم الانبياء ويعرفوه للناس بصورته المشرقة فأنه صلى الله عليه وآله أول مظلوم وضحية للارهاب والارهابيين الذين يرفعون اسمه الشريف في راياتهم مدعين كذباً  تمسكهم به وبنهجه وهو منهم بريء فقد اسماهم من قبل (كلاب النار يمرقون من الدين ) محذراً الناس منهم لذلك ما حصل مؤخراً من اعتداءٍ في باريس على صحيفةٍ ساخرةٍ مغمورة كل همها جمع المال والشهرة وقد حصلت عليها فبعد ان كانت تطبع ٦٠ الف من نسخها قبل الحادث الاجرامي صارت بعد الاعتداء تطبع سبعة ملاليين نسخة نتيجة ما حصلت عليه من تعاطف الناس إثر الاعتداء الاجرامي  الذي قام به ارهابيون يدعون انهم فعلوه انتقاماً للنبي (ص) وقد كذبوا في ذلك بل هم اصحاب اجندات سياسية حالهم حال كل الارهابيين حيث يتخذون الدين غطاءً لمشاريعهم واهدافهم السياسية الخبيثة اننا نحذر شبابنا المسلم من الانجرار خلف كل متحدثٍ بإسم الدين وهو يهدف الى مشروع سياسي خصوصاً اذا ادى هذا الانجرار الى خرق قوانين بلدانهم وإرهاب مواطنيهم وقتلهم وهتك اعراضهم وسلب اموالهم بأسم الدين كما تقوم به عصابة داعش وغيرهم فإن هذه الامور الخطيرة ليست من الدين ولاتمت اليه بصلة ورسول الله (ص) منهم بريء وهو القائل كما في مسند احمد حديث ٧٠٨٦(المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) وتعبير الناس يشمل المسلم وغيره فهذه هي رسالة وروح المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من هنا اعتقد ان افضل وسيلة للرد على ما قامت به الصحيفة الفرنسية هي ان يقوم المسلمون واحرار العالم بنشر مقالات في فرنسا والعالم من الخلال الصحف العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي في الانترنت وبلغات متعددة تعرف العالم بشخصية الرسول الاعظم (ص) والنبي الوحيد من بين الانبياءالذي  لا زال يُظلم ويُهتك بعد ان مات منذُ اكثر من الف سنة وبالتالي نقل صورة حقيقية لأعظم شخصية عرفتها البشرية فإن شعوب أوربا وأمريكا شعوبٌ تقرأ وتتابع الاحداث هذا هو الاسلوب الذي يجب ان يتبع فأن الناس أذا عرفوا رسول الله (ص) احبوه واذا احبوه اتبعوه لذلك يقول الامام الصادق عليه السلام (عرفونا للناس فأن الناس اذا عرفونا احبونا فأذا احبونا اتبعونا) من هنا اعتقد انه تقع مسؤلية التعريف بالرسول الاعظم صلى الله عليه وآله على اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام بالخصوص اكثر من غيرهم لانهم عرفوا رسول الله من اهل بيته واهل بيت الرجل دائماً اعرف الناس به. ختاماً احيي موقف بابا الفاتيكان فرانسوا من الرسوم المسيئة للرسول العظيم (ص) حيث ذكر في معرض رده على حرية التعبير قائلا ان الحرية لا تجيز السخرية من رموز الاخرين وجرح مشاعرهم  فهل يرضا احدٌ منا ان يسخر الاخرون من امه وابيه مثلاً  فهذا كلام رجل دين واعٍ يئد الفتن ويُؤلف ولا ينفر وهذه هي وظيفة رجل الدين. واسأل الله عز وجل ان يلهم اهل الحل والعقد في العالم بأن يشرعوا قانوناً يمنع ازدراء الاديان السماوية فأن ذلك كفيل بوأد الفتن الدينية التي هي من اخطر انواع الفتن وايضاً قطع الطريق على كل طالب شهرة ومجد لا يجد الا التعرض للرموز السماوية المقدسة لبناء مجده وشهرته المزيفة عصمنا الله من الزلل وعذراً يارسول الله (ص) عن التقصير والقصور.

                 عبدك الراجي لطفك ورضاك 

                   السيد باسم الشرع   1/20/2015

مؤسس حوزة النجف الأشرف العلمية في أمريكا الشمالية و مرشد مركز الزهراء الإسلامي في ميشيغن

 

 

محرر الموقع : 2015 - 01 - 28