العلامة السيد مرتضى الكشميري يقول في اوسلو: المرجعية العليا اليوم هي رمز للابوة والوحدة الاسلامية
    

جاء حديثه هذا في الندوة التي عقدت في العاصمة النرويجية اوسلو، والتي حضرها عدد كبير من النرويجيين غير الناطقين باللغة العربية الى جانب مختلف الشرائح من الجاليات الاسلامية هناك، وشارك في الحديث سماحة العلامة الشيح امجد رياض المشرف العام لمؤسسة العين للرعاية الاجتماعية. 

وقد ابتدء السيد الكشميري حديثه بقول النبي (ص) (انا وانت يا علي ابوا هذه الامة) فاوضح فيه ابوة النبي (ص) والاوصياء الطاهرين (ع) من بعده للامة. 
وامتدادا لهذه الابوة قامت القيادة النائبة الحقة (المرجعية) في عصر الغيبة الكبرى بهذا الدور خير قيام مرجعا بعد مرجع ومجتهدا بعد مجتهد، مجسدين هذه المسيرة بالقول والعمل وبالحكمة والموعظة الحسنة، حاقنين دماء المسلمين وموحدين كلمتهم حيث امكن توحيد الكلمة ووحدتها، مبتعدين عن النهج الطائفي والمذهبي، رافعين شعار الوحدة والاعتصام بحبل الله ((واعتصموا بحل الله جميعا)). وفي عصرنا اليوم جسد هذه الابوة للجميع ورعاها سماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (مد ظله) بكل سياسة وحنكة وحكمة جريا على مسيرة اجداده الطاهرين، ويمكننا معرفة بعض ما ذكرناه من خلال القاء الضوء على النقاط التالية : 

1- ان المرجعية تجمع الاطياف المختلفة من المسلمين والاطياف المختلفة من الشيعة الامامية حتى وان اختلفوا معها في تشخيص بعض الموضوعات وفي بعض الرؤى، الا انها تقوم باحتضان الجميع واستيعابهم وتتعامل مع الجميع بالخلق السامي وبروح الابوة الحانية الباسمة. 

2- ان المرجعية لا تدخل في تفاصيل الاختلاف بين الفئات والمجموعات والاحزاب سواء كانت اختلافات فكرية او ساسية او ادارية، بل تكتفي بتوجيه النصائح العامة التي تجمع الجميع في المظلة الاسلامية، لكي يشعر الجميع انها اب للجميع من دون ان تنحاز في خلاف من الخلافات الى جهة دون اخرى، كي يلجأ الجميع اليها ابا راعيا قائدا حنونا. 

3- ان المرجعية نبع من الرافة والرحمة لجميع المعوزين من جميع الطوائف غير الاسلامية والاسلامية والامامية، فهي تبذل المساعدات وتنشر العطاء للجميع من دون سؤال ولا تصنيف، مما يراه ويلمسه الجميع مظهرا للابوة التي كلها رحمة ورأفة واهتمام. 

4- ان المرجعية تدعم وتؤيد كل مشروع او نشاط تقوم به اي فئة بحيث يخدم المجتمع الاسلامي او الشعب العراقي او المجتمع المسلم من دون نظر الى دين تلك الفئة او مذهب تلك الجهة او خط تلك الجماعة، فالمهم لديها خدمة المجتمع البشري والشعب العراقي والحظيرة الاسلامية. 

5- ان المرجعية في فتواها التاريخية العظيمة وهي وجوب الجهاد الكفائي حمت الحضارة الانسانية في العراق ولم تحمي الحضارة الشيعية فقط، وحمت المقدسات الدينية في العراق من كنائس ومعابد ولم تحمي خصوص العتبات المقدسة لدى الامامية، وحمت الحياة البشرية في العراق بما فيها من فكر وادب وعطاء انساني ولم تحمي خصوص الفكر الامامي، فهي بذلك جسدت اروع معاني الابوة للمجتمع الانساني فضلا عن الطوائف الاسلامية المختلفة. 

6- ان المرجعية الرشيدة ليست مجرد منصب ولا مجرد قيادة ولا مجرد موقع افتاء، وانما مثلت القيادة المعصومية الخاصة وهي القيادة الابوية لا مطلق القيادة والتي تعنى بصورة واضحة. 

ان المرجعية تترفع عن كل الانتقادات فهناك مئات من الانتقادات النابية التي توجه لمسيرة المرجعية ولشخص المرجعية العليا، لكنها لا تلتفت لهذه الانتقادات ولا تعلق عليها ولا تعطيها وقتا او فكرا، من اجل ان تمشي المسيرة بعطاء غزير وانجازات عظيمة من دون ان تقحم المجتمع الشيعي في سجالات لسانية لا ثمرة فيها ومن دون ان تنتقص من قدر موقع المرجعية العامة الذي هو ارفع واسمى من ان يدخل في سجالات لسانية واعلامية، فهي كالنهر الفياض الذي لا ينظر الى الوراء، فأن النهر الذي كله فيض وعطاء لا ينظر الا الى الامام لانه منبع للانجازات والعطاء وليس مشغولا بالاختلافات التافهة والسجالات العابرة. 

وقد تحدث من بعده سماحة العلامة الشيخ امجد رياض عن الجانب النظري من انجازات المرجعية العليا: اولا: تربى جيل كبير من الطلاب على يد سماحة السيد السيستاني (مد ظله) حتى وصل البعض منهم الى مراتب عالية من العلم والمعرفة والتأليف، وهذه هي المهمة الكبرى التي تقع على عاتق المرجعية وهي بناء العقول والكوادر العلمية لديمومة هذا الخط واستمراره عبر العصور والازمان وحتى وقت الظهور. 

ثانيا: المشاريع التي قامت بها داخل العراق وخارجه. 

1- داخل العراق: 
أ‌- اسس في النجف المدارس العلمية المتعددة والمجمع السكني لطلبة العلوم الدينية. 
ب‌- مجمع سكني لذوي الدخل المحدود والنازحين. 
ت‌- مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية والتي تقوم تتكفل رعاية اليتامى والارامل والمحتاجين هذا وقد زاد عدد مكفوليها على الخمسين الفا، الى غير ذلك من المؤسسات التي هي تحت الانشاء والتي لم يعلن عنها حتى الان. 

2- خارج العراق: فهناك العديد من المؤسسات في انحاء العالم : 
أ‌- مؤسسة الامام علي (ع) في لندن وفروعها في بريطانيا. 
ب‌- مؤسسة التراث في المانيا. 
ت‌- مؤسسة الكوثر في هولندا. 
ث‌- مركز الغري في بلجيكا. 
ج‌- مؤسسة الامام المنتظر (عج) ومركز الزهراء (ع) في السويد. 
ح‌- مراكز الغدير والهدى والكوثر في كندا. 
خ‌- مركز الامام المهدي (عج) في ديترويت في الولايات المتحدة الامريكية. 
د‌- مسجد الامام علي (ع) في نيوزلندة. 
ذ‌- بالاضافة الى المؤسسات والمراكز والمجمعات السكنية والمكتبات المنتشرة في ايران والمؤسسات في الهند وباكستان وبنكلادش وتركيا واذربيجان واندنوسيا.

محرر الموقع : 2016 - 08 - 27