بالصور...ممثل المرجعية العليا يتفقد احتياجات الجالية الاسلامية ويطلع على سير العمل في مركز الامام الرضا (ع) في مدينة ليفربول ويؤكد
    
ممثل المرجعية العليا يتفقد احتياجات الجالية الاسلامية ويطلع على سير العمل في مركز الامام الرضا (ع) في مدينة ليفربول ويؤكد:
• تخصيص ليلة السادس (ليلة الانصار) لذكر شهداء المقاتلين الذين دافعوا عن حمى الاسلام في العراق
• التركيز على اهداف ومبادئ ثورة الامام الحسين (ع) بما يعيد للنهضة حيويتها في الوجدان الشيعي 
• عدم الاسراف والتبذير في اطعام الطعام
• الالتزام باحياء الشعائر الحسينية وفق ما امر به الشرع الحنيف

 

بمناسبة افراح اهل البيت (ع) في شهر ذي الحجة الحرام كيوم المباهلة ونزول سورة (هل اتى) واية التطهير واية التختم، زار سماحة السيد الكشميري والوفد المرافق له مدينة ليفربول البريطانية متفقدا اوضاع الجالية العربية والافغانية، وتعرف على احتياجاتهم خصوصا بما يتعلق بالاستعدادات لشهر محرم الحرام، كما واطلع سماحته على سير العمل لمراحل بناء مركز الامام الرضا (ع) والمأمول ان يتم انجازه في غضون خمسة اشهر، وقال سماحته مخاطبا الحاضرين في الاحتفال:

انكم مقبلون على ايام عزاء ابي عبد الله الحسين (ع) واصحابه الغر الميامين، ومصيبتهم التي هزت ضمير العالم وادمت قلوب المؤمنين واسالت دموعهم ، وعلينا حينما نستذكر هذه الفاجعة ومن استشهد فيها ان نتذكر شهداء العصر الذين دافعوا عن حمى الاسلام ومقدساته في العراق لانهم ابلوا بلاءا حسنا وبذلوا الغالي والنفيس من اجل بناء العقيدة وبيضوا وجوه المسلمين بتضحياتهم وانهم حقا وصدقا من مصاديق قول الحق ((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا))، فالواجب علينا ان نذكرهم ونخصص لهم ليلة من ليالي العشرة الاولى كليلة السادس من محرم (ليلة الانصار) لنذكرهم ونذكر مواقفهم الباسلة ونترحم عليهم ونزور عنهم وندعو لهم بعلو الدرجات ومرافقة الشهداء والصديقين وان نتفقد عوائلهم ونزور جرحاهم كما قال نجل المرجع الاعلى (وان نرعاهم حدود القدرة والامكان وان حقوقهم علينا عظيمة ولا اظن ان بامكاننا مهما عملنا ان نفي لهم بها).

كما اهاب سماحته بالمؤمنين ان يحافظوا على اهداف ثورة الامام الحسين (ع) والسير على نهجه الذي حافظ فيه على عزة الاسلام والمسلمين بمحافظته على:

1- مبدء العزة والكرامة وعدم الخضوع للذل والاستكانة: حيث رفع (ع) شعاره في يوم عاشوراء قائلا (ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة) وهذا درس من دروس النهضة الحسينية يربينا بالسير على منهج العزة والكرامة، العزة لديننا ولمبادئنا ولتوجهاتنا فان العزة غير منحصرة بالعزة السياسية او بالعزة الاجتماعية وانما العزة بطاعة الله واجتناب معصيته وان ننتصر على غرائزنا وشهواتننا (ان اردت عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاجر)، ومن مصاديق العزة كما يقول البعض عزة العلم، فان استسلام الانسان للجهل او استسلام مجتمعاتنا للتخلف الثقافي والتأخر في العلم من اوهن مراتب الذلة، فاي ذلة اعظم من ذلة الجهل والتخلف التي تجعل الانسان اسيرا لغيره حيث لا يمكنه ان يصنع شيئا او يبدع او يخترع اويتقدم الا باشراف غيره، فالعزة التي نشدها الحسين بن علي (ع) تشمل كل اوضاعنا الفردية والاجتماعية وهي معلم من معالم الثورة الحسينية المباركة.

2- المحافظة على عظمة الصلاة: فأن الحسين بن على (ع) واصحابه الابرار قدمّوا للامة الاسلامية جمعاء درسا تربويا روحيا في اهمية الصلاة وعظمتها، فكما ان الامام امير المؤمنين عليا (ع) وقف يصلي والحرب قائمة على قدم وساق في معركة صفين وقال (انما نقاتلهم لاجل الصلاة)، فهذا الحسين (ع) واصحابه يبيتون ليلة العاشر من المحرم ولهم دوي كدوي النحل بين قائم وقاعد وراكع وساجد منصهرين بالصلاة متزودين من العبادة وهم في سجودهم وركوعهم، يبعثون نورا لجميع لاجيال من اجل تربيتها على ان اعظم عمل يتفاعل به الانسان في حياته ويكون مفتاحا لدره هو الصلاة. وحتى في يوم العاشر عندما قال ابو ثمامة الصيداوي للحسين بن علي (ع) لقد حضر وقت الصلاة ولا احب ان اخرج من الدنيا الا وقد صليت معك، فقال صدقت هذا اول وقتها، قولوا لهؤلاء القوم يكفّوا عنا بعض الوقت حتى نصلي لربنا. وصلى الحسين والسهام تترى عليه كرش المطر ليبين لنا ان كل حياته صلاة وكل حركاته صلاة وانه في علاقة دائمة مع الصلاة ، فالصلاة دربه والصلاة غايته والصلاة لواءه الذي رفعه شعار لثورته العظيمة.

3- المحافظة على اهمية الدين: فأن التاريخ يحدثنا بتبادر اصحاب الحسين (ع) لنصرته من مختلف البقاع والقبائل، رجال صدقوا ما عاهدوا لله عليه مكن احل نصرة الدين والمبدء لكي يبرهنوا للامم الانسانية ان الدين اغلى من كل شيء واثمن من الثروة واهم من المنصب والجاه، واعز من النفس والاهل والاولاد، حتى قال احد الابطال (والله ان قطعتـم يميني .. انّي أحامي أبداً عن ديني). وهذا يرشدنا الى درس تربوي مهم والا هو ان الدين اغلى من كل شيء واثمن من كل ما نملك، وهناك حاجة ماسة في هذا العصر وفي مجتمعاتنا المختلفة بأن يكون الدين هو اهم اولوياتنا، حيث يحتاج الدين منا الى ان نقوم بنشره بالاساليب الجذابة من خلال ربط الدين بالقيم الانسانية المعروفة، وحث ابنائنا وبناتنا على تعلم الدين وحمل ثقافته والانخراط في المشاريع الدينية الفاعلة في كل مجتمع ومكان، فليس شيء مما نملك اغلى واثمن واعز من الدين الذي هو الامانة التي طوقت بها اعناقنا قال تبارك وتعالى ((انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما)).

مضافا الى هذا فهناك دروس وعضات وعبر في ثورة الحسين (ع) من الدروس الفكرية والاجتماعية السلوكية والروحية، وكل من اراد ان يكون من انصار الحسين (ع) واصحاب الحسين الذين ساروا على درب الحسين فعليه ان يغتنم الفرصة بالاستفادة من نمير الحسين وعطائه.

كما شدد سماحته على عدم التبذير والاسراف في بذل الطعام وغيره، مبتعدين عن المباهاة والمفاخرة التزاما بتوجيهات المرجعية العليا الصادرة لزوار الحسين (ع)، وتوفير الباقي الى اسر الضحايا من الارامل واليتامى، وانا اعلم بأنكم لا تقصرون بمساعدتهم في هذا المجال وغيره، وخصصتم صندوقا لاعانتهم، فجزاكم الله خير الجزاء، وما قلته من باب التذكير والتنبيه.

واكد سماحته بأننا وفي حال احياء الشعائر الحسينية ان نؤديها بما ينسجم مع نهضته المباركة وان لا نتجاوز في اقامتها حدود الشرع الحنيف خشية تأجيج الانقسام بين المؤمنين مما يشتت وحدة كلمتهم، لان هذه المجالس هي رمز للالفة والمحبة ورمز للنور الحسيني الذي يجمع قلوب محبي سيد الشهداء (ع) وهي مسار واحد وتعاون فاعل.

محرر الموقع : 2016 - 09 - 30