النساء بين هوس الريجيم ومخاطر حبوب التنحيف
    

ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار القاعات الرياضية او ما تسمى (الجيم) حيث تتراوح هذه القاعات بين مراكز رياضية راقية معدة بأجهزة حديثة إلى قاعات صغيرة في المناطق الفقيرة خصوصا القاعات النسائية والتي ترتادها الكثير من النساء اللواتي يرغبن بتقليل وزنهن. اضافة الى تزايد ظاهرة انتشار بيع المنشطات الجنسية والرياضية وحبوب التنحيف من دون وصفة طبية؛ حيث تعمل الصيدليات في العراق على بيع الدواء من دون وصفة طبية.

اشتراك شهري

الدخول الى هذه القاعات ليس بالشيء الصعب، انما فقط بدفع اشتراك شهري لايتجاوز 35 الف دينار في اية قاعة موجودة سواء أكانت مرخصة ام غير مرخصة من قبل وزارة الرياضة والشباب، او متابعة من قبل وزارة الصحة. فاغلب القاعات تكون على شكل منزل صغير او شقة! الاشتراك في هذه القاعات لم يعد قاصرا على النسوة المتوسطات في العمر انما المراهقات ايضا حيث تقول هوازن (طالبة في المرحلة الاعدادية) ان وجود قاعة للتنحيف في منطقتهم العطيفية كان مفاجأة للجميع، في بادئ الامر كان الانضمام اليها فيه صعوبة بمعارضة الاهل، لكن جارتنا هي من اقنعتهم بذلك بعد ان استطاعت الحصول على جسم نحيف وفقدان وزن في مدة شهر. مضيفة: الان لايوجد مكان في القاعة التي اكتظت بالنساء وبمختلف الاعمار.

بينما تخشى (رغد دحام) وهي من هذه القاعات المغلقة والتي قد تكون صيدا لبعض الفتيات واغوائهن بالسير في الطريق غير السوي فهناك العديد من القصص التي سمعت عنها اضافة الى اصابة الكثير من الفتيات بامراض مختلفة نتيجة تناول الحبوب المضعِّفة او اخذ جرعات منشطة للجسم لشد العضلات.

الطب النسائي

وعن الجانب الطبي تقول الطبيبة رنا الحامض (اختصاصية نسائية) "للمدى" :اننا مع الرياضة والحفاظ على الجسم وان تكون المرأة في رشاقة دائمة، لكن يجب الحذر من هذه الادوية التي توصف معها لتخفيف الوزن والتي تباع عند العطارين او حتى الصيدليات بدون موافقة وزارة الصحة او استشارة طبيب والتي تؤدي فعلا الى التنحيف مقابل الموت البطيء. مبينة: ان تخفيف الوزن يحتاج إلى حذر شديد لأن هناك من يصفون أعشاباً خطيرة على الكلى والكبد أو قد تسبب السرطان أو العقم وخلاف ذلك. وعليه فإنه يجب عدم استخدام أي من العلاجات العشبية لتخفيف الوزن بل الإكثار من أكل الخضراوات والابتعاد عن الخبز الأبيض واستبداله بالخبز البني والابتعاد عن المكرونة وعن المعجنات والمكسرات والمواد الدهنية والألبان ومشتقاتها كثيرة الدسم والأكل بين الوجبات ويجب المشي يومياً لمدة ساعة والإكثار من شرب الماء وبالأخص على الريق بشرب كوبين من الماء يومياً فالعلاج الطبي والطبيعي هو الافضل.

الجريمة الاقتصادية

مديرية الجريمة اوردت معلومات من وزارة الصحة تفيد بأن هناك عصابات تدخل أدوية أبرزها أدوية منشطات جنسية تحوي على مواد مسرطنة، هذه الأدوية مجهولة المنشأ وتدخل البلاد بصورة غير شرعية عن طريق مهربين اضافة الى ان هذه الادوية فيها نشرات دعائية مبالغ فيها تشرح فوائد الدواء وآثاره والتي لم تثبت علميا صحتها، وأكثر هذه الادوية مصنع من قبل شركات وهمية، مع انتشار الاعلانات في القنوات الفضائية وعلى واجهات الصيدليات.

عن ذلك توضح د. أمل حداد : "إذا كان تصنيف تلك الحبوب او الكبسولات كمكملات غذائية او فيتامينات فهي تعمل على أنها مضاد للأكسدة، أي تساعد الجسم على تنشيط وتحفيز وتقوية الإنزيمات الهضمية وليست بحارقة للدهون. مضيفة: لايوجد شيء في العالم حارق للدهون، إنها المعادلة الأبدية وهي اتباع الحمية الغذائية المناسبة وممارسة الرياضة بشكل منتظم.

وبينت حداد: فجميع المكملات والفيتامينات التي تساعد علي تخفيف الوزن، لا تتجاوز نسبة نجاحها ٣% بالإضافة إلى ٣٠٪ كعامل نفسي يؤثر علي نزول الوزن. لذالك نلاحظ مع جميع هذه الأدوية والمكملات الغذائية توصيات بالكتيب داخل عبوة الدواء تستدعي باتباع حمية غذائية وهي بالحقيقة ٧٠٪ عامل أساسي لنزول الوزن مع ٣٠٪ عامل الرياضة وهنا يكون النزول الحقيقي.

صاحبة القاعة من منطقتنا

بينما تقول نبراس (وهي ام لثلاثة اطفال) انها التحقت باحدى القاعات الرياضة التي فتحت في مجمع حي السلام الواقع في منطقة البياع ،وان صاحبة القاعة امرأة كبيرة في السن وليست لديها شهادة فتح مركز لكنها ثقة لأنها من منطقتنا ، صحيح القاعة صغيرة والاجهزة قليلة وتعطينا المنشطات التي ياتي بها زوجها وحسب ما اخبرتنا ان صيدليا يصفها له ، واستخدامها يكون بنسب قليلة وتكون عبارة عن البروتينات ، اما الحقن الهورمونية فانا اسمع دوماً عن هذه المنشطات لكني لا أعلم ما هي ، ولكن لا اعتقد اني مستقبلاً سأتعاطى هذه المنشطات لأنني أريد بناء جسمي والكثير من النساء يستخدمن هذه الادوية.

هوس مخيف

يبقى هوس النساء بقاعات تخفيف الوزن كبير جداً، وهذا امرٌ طبيعي ان يرغبن في الحصول على جسم رشيق وارتداء ملابس تبين تمتعهن بلياقة بدنية جيدة فهن يُردن اثارة اعجاب الفتيان او ازواجاهن حسب رأي البعض أو الرغبة في مواكبة الموديلات الحديثة من حيث التغيير بالشكل والمظهر .

التعيينات سبباً

صاحبة احد المراكز الواقعة في منطقة المنصور والتي دخلنا الى قاعة (الجيم) التابعة لها وكان من طابقين : الاول للمكياج والتزيين والثاني لممارسة الرياضة ويوجد فيه عدد من المدربات وحسب ما علمنا انهن خريجات كليات التربية الرياضية وان عدم وجود تعيينات هو من جعلهن يقدمن على العمل في القاعات النسوية، وصاحبة القاعة هي امرأة رياضية سابقة. لذلك شاهدنا اجسامهن وحتى طريقة لبسهن تعبر عن الرياضة . احداهن ، وتدعى (عبير) خريجة كلية تربية رياضية عام 2012 كانت تقوم باداء تمارين رياضية صباحية لعدد من المشاركات وكن باعمار مختلفة. تقول: ان الرياضة والرشاقة اصبحت ضرورية للمرأة في كل العالم ،والعراقيات خصوصا، لانهن يأكلن الطعام الدسم . لذلك ليست التمارين وحدها تكفي انما هناك مجموعه من الادوية يجب تناولها وهي تمنع الشهيه ولكنها لاتسبب الاذى ودخلت عبر المذاخر المعروفة وفق التعليمات والضوابط التي ينص عليها قانون استيراد الادوية.

اغلب الفتيات اللواتي يرغبن بتخفيف الوزن يمتنعن عن الذهاب الى مراكز الرشاقة بسبب بعض المخاوف من انها غير جيدة وليست معروفة وقد تكون فيها كاميرات تقوم بتصويرهن عند خلع وتبديل ملابسهن الامر الذي يؤدي الى حدوث مشاكل كثيرة . هذا ماتحدثت عنه ام نسرين فيما يخص وجود قاعة، كانت في منطقتهم تدار من قبل مجموعه من الفتيات في منطقة زيونة اغلقت بسبب تصوير البنات ومن ثم تهديدهن لولا تدخل الاهل بعد ان اخبرت احدى الفتيات عائلتها بذلك وبعد ان جاءت القوات الامنية اتضح ان القاعة اصلا لاتوجد بها اجازة او حتى شهادات للعاملات فيها تدل على انها يمارسن الرياضة .

الطب والغذاء

الدكتور قاسم النقاش (بحوث تغذية) قال "للمدى": يجب الانتباة الى خطورة الادوية التي تؤخذ لتقليل الوزن بحيث تكون تحت الاشراف الطبي لان اغلبها مميته وتسبب امراضا خطيرة. موضحا: يجب الحذر عند استخدام أية منتجات أو مواد اخرى تحتوي على الساينفرين فينيلفيرين كافيين أو أية محفزات مثل الشاي والقهوة. كما ان هناك مكونات من الاعشاب توصف في كبسولات ايضا موجودة على هيئة أقراص وتؤخذ بمعدل قرصين مرتين يومياً قبل الوجبات.

واضاف النقاش: كما تستخدم بعض الدهانات التي تخفف الالتهابات وهي متوفرة في المحال وهي مميتة ايضا وقد تسبب توقف الكبد او الكلية في الجسم ومع الاسف النساء يأخذن هذه الادوية بعد ان يسمعن من صديقات او من اصحاب القاعات الرياضية (جيم) وتتعرض حياتهن الى الخطر والمرض ولكن العتب هنا يكون على وزارة الرياضة والشباب التي تسمح بانتشار تلك القاعات .

المدى


محرر الموقع : 2015 - 05 - 30