ناشطون: الهجرة من العراق حلّ مواطنين لايتمكنون من العيش في ظل التهميش
    

بغداد / أميمه الشمري 

عزا ناشطون في مجال المجتمع المدني تراجع الاهتمام بـ "الوطن" بين شريحة الشباب في العراق إلى شعور تلك الشريحة بالتهميش الذي يبدأ باقصائها في العيش في وطن لا يؤمن لهم أدنى مستويات الحياة .

وعد الناشط المدني و الإعلامي عماد الخفاجي في حديث لـ "المدى"، "تراجع روح المواطنة لدى الشباب هو قرار غير شخصي", موضحا "ان الفرد حينما يبذل تضحيات وبدون مقابل من الوطن فبالتأكيد سيصاب بخيبة أمل من الوطن الذي لا يمن عليه بالمقابل".

وأضاف الخفاجي أن "تراجع هذا المفهوم ليس وليد اللحظة الراهنة بين الأوساط العراقية ولكن منذ ان كان المواطن على جبهات القتال وهو يرى كيف تزهق الأرواح فداء للوطن الذي يمن على أبنائه في توفير حقوقه البسيطة وأيضا حين كان ومازال الوطن للرئيس ومقربيه".

وأشار الخفاجي إلى"أن المواطنة تقل لدى الشاب اليوم حين يرى أن الفرص تتوفر للسارق أكثر من المواطن المتعب", مؤكدا"بأن جميع الشباب يتمنون العيش في وطن يحترمه ويحترم رغباته ويكفل له سبل العيش لكن خملت تلك الروحية لديهم بسبب عدم توفر بيئة جاذبة لأحلامهم".

ودعا"المجتمع المدني إلى أن يسأل السياسي لماذا تضمحل المواطنة لدى شبابنا؟، لأن السياسة المتبعة لها دور كبير في ذلك إذ من خلال منظمات المجتمع المدني نستطيع أن نقوم بنهضة جماهيرية أذا كان هناك عملا جماعيا تشارك به كل الأطراف في المجتمع والدولة", لافتا الى ان "الجميع كان مخدوعا حين اعتنقنا فكرة أن نعطي الأوطان بلا مقابل" .

وأضاف ان"هناك دولا تفتح حدودها لمن لا يستطيع حب البلد فهو مخير في البقاء به او تركه", ويشبه الخفاجي شعور الانتماء للوطن "بقصة حب" التي من شروطها توفر أجواء تضمن الانتماء من طرفين (عاشق ومعشوق)".

بدوره يرى عميد كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين عامر حسن فياض لـ"المدى"، أن "المجتمع المدني يحتاج الى ركيزه مهمة تتمثل بسيادة النزعة الفردية على الجماعية، فإذا أردنا ان نقيس ذلك على المجتمع العراقي فنلاحظ هيمنة النزعة الجماعية والقصد بذلك ان المجتمع مازال محكوما بالجماعة التي تتخلل من العشيرة والعائلة والمذهب والقومية", مشيرا الى "ان الفرد لا يثمن ولايقدر ولايحترم الا ان يكون جزءا من هذه الجماعات وعلى هذا الأساس نلاحظ بان هوية المواطنة التي تعتمد الفردية ضعيفة بسبب ضعف هذه النزعة وتغلب الجماعة عليها".

وأوضح فياض وهو أستاذ علوم السياسة في بغداد أن "السياسة المتبعة في جميع المجتمعات هي مفتاح الإصلاح او التغيير, فالنظام السياسي باستطاعته ان يعمل على تطوير الحال او تأخيره او ركوده والانتقال بالمجتمع من رعايا الى مواطنين", وأضاف فياض انه "أذا تشكلت مؤسسات مجتمع مدني وفق معايير عصرية فانها ستلعب دورا في تعزيز روح المواطنة , مشيرا بان" المواطنة ركيزة مهمة لبناء مجتمع مدني يسكنه مواطنون وليس رعايا, والدولة يجب ان تكون دولة مؤسسات وقانون".

وأعلنت السفارة الأميركية في 25/ 10/ 2011، عن إجراء وزارة الأمن الداخلي الأميركية مقابلات مع أكثر من 4300 مواطن من بين 10 آلاف لاجئ عراقي أحالتهم الأمم المتحدة على السلطات الأميركية للسماح لهم بالدخول إلى أراضي الولايات المتحدة .

محرر الموقع : 2013 - 03 - 19