ظاهرة جديدة يجب دراستها في البلدان الغربية ...الجهاد في سورية بديلا عن الإجرام في الدنمارك
    

 

  د. عمر ظاهر
تصميم عرب تايمز ..... جميع الحقوق محفوظة
الجهاد في سورية بديلا عن الإجرام في الدنمارك


(مترجمة عن صحيفة البوليتيكن الدنماركية - 25 آذار 2013)
باحثة تقول: الشباب يستبدلون إرتكاب الجرائم في الدنمارك بالجهاد في سورية.
حين نرى الشباب يسافرون إلى سورية للمشاركة في التمرد ضد الأسد فإن ذلك سببه ليس فقط الإيمان، وليس فقط المسلمون المتطرفون وحدهم هم من يحجزون بطاقات سفر إلى الشرق الأوسط للمشاركة في المعارك بين المتمردين وجيش الرئيس بشار الأسد في سورية.
كظاهرة جديدة تلاحظ الباحثة المخضرمة في شؤون الشرق الأوسط والإرهاب في معهد الدراسات العالمية، ماني كرونه، أن من يسافرون إلى سورية هم، وبشكل متزايد، أشخاص لهم خلفيات في البيئات الإجرامية في الدنمارك.
وتقول الباحثة: "إنهم أشخاص لهم معرفة بالأسلحة وخبرة في التواجد في بيئات العنف، ويحولون الآن مسارهم الإجرامي إلى معركة سياسية، قد يرون أنها تعطيهم قيمة أكبر مما يعطيه بيع المخدرات في منطقة نيُره برو في كوبنهاجن."
العنف هو ما يجتذبهم
وفي رأي الباحثة فإن الشباب الدنماركيين*، وبشكل متزايد، يذهبون إلى سورية للمشاركة في المعارك لأن الحرب نفسها هي التي تجذبهم: "الذين يجذبهم الصراع لا يقرأون بالضرورة مواد أيديولوجية. إن ما يجذبهم هو العنف والرغبة في أن يكونوا جزءً من المعارك."
وحسب صحيفة اليولاندس بوستن فإن ما لا يقل عن 45 دنماركيا غادروا إلى سورية خلال الأشهر الستة الماضية للجهاد  والمشاركة في التمرد على قوات الأسد، أي هناك في المتوسط إثنان في كل أسبوع. وأصغر هؤلاء يبلغ من العمر 16 عاما فقط.
وترى ماني كرونه أن قرار السفر إلى سورية قد يتم إتخاذه على عجل، فأحيانا يقرر البعض منهم الذهاب إلى سورية خلال أيام قليلة بعد أن تكون الرغبة قد نشأت لديهم عبر الإنترنيت.
وترى ماني كرونه أن السبب وراء إنجذاب الشباب إلى الصراع في سورية هو كون الدعوة إلى ذلك مفتوحة، "فعلى عكس الحال مع الصومال، مثلا، فإن هذا صراع مفتوح للجميع، لأن الدعوة للمشاركة فيه موجهة إلى قطاعات واسعة، ليس فقط إلى الإسلاميين، بل وأيضا إلى أفراد العصابات والبيئات الإجرامية، ولهذا فإن قاعدة التجنيد واسعة."
وترى ماني كرونه أن كون الصراع في سورية صراعا بين حكومة ومتمردين، وليس بين الغرب وبلد مسلم، يجعل الدافع للمشاركة فيه يكون في الغالب دافعا غير ديني  إلى حد كبير، إذ "إن ما يجذب قسما كبيرا من هؤلاء الشباب الذين ينخرطون في الصراع في سورية هو ظروف الحرب بقدر ما هو الأيديولوجيا."
وحسب معلومات إستخبارات الشرطة الدنماركية فإن تجنيد هؤلاء الشباب يجري عبر أوساط إجتماعية مثل الفيسبوك.
وهذا ما يجعل إستخبارات الشرطة الدنماركية تلجأ إلى استخدام أقوى العبارات لتحذير هؤلاء الشباب من المشاركة في الحرب. وفي الوقت نفسه تتوجه الإستخبارات إلى العوائل، والمساجد، والآخرين المقربين من هؤلاء الشباب كي يتدخلوا، ويفعلوا شيئا.
"لم نر مثل هذا من قبل، إنه شيء يسبب صدمة عنيفة، ولذلك فهناك حاجة إلى مجهود إجتماعي كبير ليس من جانبنا فقط"، هذا ما يقوله رئيس إستخبارات الشرطة الدنماركية ياكوب سكارف لصحيفة اليولاندس بوستن.
وتقوم إستخبارات الشرطة بتنشيط التعاون بين الشرطة المحلية والمؤسسات الإجتماعية بغرض التمكن من الوصول إلى مثل هؤلاء الشباب قبل مغادرتهم إلى سورية.
وفي الوقت نفسه ترى إستخبارات الشرطة أن هذا الأمر يزيد من خطورة الإرهاب ضد الدنمارك عندما يعود هؤلاء المحاربون إلى البلد.
الباحث في شؤون الإرهاب ماونوس رانستروب من معهد الدفاع في ستوكهولم يشارك إستخبارات الشرطة الدنماركية هذا الرأي. ويقول هذا الباحث الذي سيسلّم يوم الأربعاء تقريرا عن المحاربين الغربيين في سورية لصحيفة اليولاند بوستن: "هذه مشكلة كبيرة فعلا، وتفوق كل ما رأيناه سابقا. في الإستخبارات الغربية يتكلم الجميع الآن عن سورية. هنا إمكانيات تشجيع التشدد والعنف كبيرة جدا."
* المقصود بالشباب الدنماركيين هنا في الغالب الشباب المسلمين الذين يحملون الجنسية الدنماركية (هناك نسبة ضئيلة بين هولاء من أصل دنماركي، وقد قتل واحد منهم في سورية قبل فترة - المترجم).

محرر الموقع : 2013 - 03 - 26