العلامة السيد الكشميري :يذكر أهم الوصايا للمرجعية الدينية العليا لزائري العتبات المقدسة [الجزء الاول]
    
العلامة السيد الكشميري يذكر توصيات المرجعية العليا لزائري العتبات المقدسة ضمن النقاط التالية: (الجزء الاول)
• أن لا تقتصر زيارتكم لمراقد الأئمة الأطهار (ع) على المراسيم الظاهرية المتعارف عليها
• يحث على التعاون ما بين المؤمنين انفسهم وتفقد بعضهم البعض الآخر
• أكد على استثمار الوقت والاستفادة منه للوصول إلى مراتب الرقي والكمال
• تبجيله واحترامه للعلماء وأصحاب الكفاءة العلمية 
• دعوته للتعايش والتحابّ بين المجتمعات التي يعيشون فيها بغض النظر عن العنصر والدين
• تأكيده على الزواج المبكر حفاظاً على دينهم وردعاً للفساد

 

جاء هذا الحديث عند زيارته للعتبات المقدسة أيام ولادة النبي المصطفى (ص)، وحفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) و إزاحة الستار عن القبة العلوية بعد تذهيبها و زيارته لسماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني (مد ظله) فكان يستمع إلى توصياته و توجيهاته القيمة للزائرين الذين كانوا يتوافدون على مكتبه في النجف الأشرف مصبحين و ممسين من مختلف الدول العربية والأروبية و الخليجية و الأفريقية و الآسيوية.

و كان سماحته يستقبل زائريه مجموعة مجموعة رجالا و نساء و شيبا شبابا و يتحدث إليهم بكل لطف و محبة محيياً أولاً زواره و مرحباً بهم و داعياً لهم بالتوفيق و التسديد لما فيه خير الدنيا و الآخرة ومخاطباً اياهم: إني لا أنساكم من الدعاء أبداً لأنكم تعيشون في قلبي و مشاعري و حبي لكم أكثر من حبكم لي.

ومن أهم الوصايا التي ذكرها سماحته لهم هي ما يلي:

١- أن لا تقتصر زيارتكم لمراقد الأئمة الأطهار( ع) على المراسيم الظاهرية المتعارف عليها، بل على الزائر الكريم أن يستجلي العظات و العبر و الدروس والأخلاق من حياة المزور له، كأن يتعلم من صبره و عدله و صدقه و إيمانه و غيرها من صفات الكمال التي يتصف بها الإمام المعصوم (ع)، لأننا نعتقد بأن الأئمة ( ع) كما هم قدوة لنا في حياتهم كذلك هم قدوتنا بعد استشهادهم، لما تركوه من تراث ضخم في مختلف المناهج التربوية والأخلاقية و التثقيفية التي لو عمل بها المسلمون لما تسلط عليهم الأشرار والطغاة و الجبابرة ، و أكد سماحته على الزائرين ثانيةً: المهم أن يرجع الزائر بحصيلة مثمرة من أخلاق الأئمة (ع) عند رجوعه من الزيارة بحيث تبدو آثارها على أهله و إخوانه متحلين بما اكتسبه من آثار الزيارة.

٢- أوصاهم بالتعاون فيما بينهم في مختلف شؤون حياتهم الدينية و الدنيوية مستشهداً بقول الإمام الصادق (ع) : ( للمؤمن على أخيه المؤمن أربعين حق أيسره أن تحب له ما تحب لنفسك) بمعنى أن كل ما تريده من خير لنفسك و لأولادك و لأهل بيتك تريده لغيرك، فَلَو أنك تحب أن يكون ولدك عالماً أو طبيبا، أو متفوقاً في العلوم و المعارف فليكن نظرك هذا إلى أخيك بمثل ما تراه لنفسك، و لو افترضنا أن كان هو بهذا الموقع بدلاً عنك فلا تحسده على ذلك و لا تنظر إليه بنظرة غير مريحة كونه حصل على ما يريد و لم تحصل على ذلك، و كأن سماحة المرجع (مد ظله ) بكلامه هذا يريد رفع الحاجز بينك و بين إخوانك فيما تحب و تكره، و في الحقيقة هذا ميزان دقيق و امتحان عسير قد يسقط فيه البعض إلا من عصم الله قلبه من الهوى و حب النفس.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



٣- حث الآباء و الأمهات على الاهتمام بتربية أبنائهم الدينية منذ الصغر جرياً على تعاليم السنة النبوية الشريفة التي تقول إذا ولد المولود يؤذن في أذنه اليمنى و يقام في اليسرى، و قال سماحته أن هذا المعنى سيبقى مخزوناً في عالم اللاشعور، كما أكد على الأبوين بأن يصحبا أبناءهما وقت صلاتهما لله (عز و جل) إلى المصلى ليروهم كيفية الركوع و السجود و كيف يكبرون و يهللون، و يلقنونهم معرفة الله و أسماء النبي (ص) و الأئمة ( ع) و يعلمونهم أصول دينهم و فروعه عملاً بتوصيات الأئمة (ع) في مجال التربية الدينية، كما يؤكد سماحته على الاهتمام بحفظ القرآن الكريم و المحافظة على اللغة الأم للطفل إلى جانب اللغات الأخرى التي يتعلمونها في بلدانهم، لأن بالمحافظة على اللغة الأم سوف لا تنفصل الصِّلة بينهم و بين عقيدتهم لأنها هي الرابطة الوثيقة بين بقائها و انسلاخها.

٤- أكد على استثمار الوقت و الاستفادة من كل دقيقة تمر على الإنسان لأن الوقت كما يقال أغلى من الذهب فالذهب يستعاض و لكن الوقت لا يستعاض و قد قال الشاعر:
دقات قلب المرء قائلة           إن الحياة دقائق وثواني 

فاحرصوا كل الحرص أن لا تضيع أوقاتكم سدى و استفيدوا منها لدنياكم و آخرتكم، و قال سماحته: نرى اليوم أبناء الأمم الراقية لا يضيعون أوقاتهم حتى في رحلاتهم و أسفارهم فتجدهم دائماً يصحبون الكتاب و الصحيفة و وسائل التواصل التي يستفاد منها هذا اليوم و قديماً قد قيل :(كن عالما آو متعلما و لا تكن الثالث فتهلك)، و قال إن الأمم بلغت سلالم الرقي في العلوم والمعرفة من خلال الاستفادة من الوقت و استشهد على ذلك بالصينيين و اليابانيين ممن ساهموا في ازدهار الحياة و تطورها. 

٥- احترامه و تبجيله للعلماء أصحاب الكفاءات العلمية و السياسية والعسكرية و الصناعية و الاجتماعية و غيرهم و يعتبرهم أهلاً للإحترام و التقدير لما يحملونه من علم و معرفة كل حسب اختصاصه ، و بمعنى أوضح لا يقتصر تجليله لرجال الدين فقط مع احترامه و تقديره الفائق لهم بل يحترم كل من ينفع المجتمع بعلمه و قدراته و خدماته. 

٦- كما أوصى سماحته الزائرين بالتعايش ‏والتحاب مع المجتمعات التي يعيشون فيها بغض النظر عن دينهم و عقيدتهم و عرقهم و لونهم لقوله تبارك تعالى: (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)).

وللتوصيات تتمة تأتيكم في مقال آخر.

محرر الموقع : 2017 - 01 - 07