من بين توجيهات المرجعية الدينية لزائريها ...العلامة السيد الكشميري ينقل عن السيد السيستاني : جنبوا تلاميذكم الخوض في الاحاديث السياسية وخرافات الخلافة الاسلامية التي لايراد منها الا اشغال الاجيال وحرفهم عن منهج الحق
    
العلامة السيد مرتضى الكشميري ينقل توجيهات المرجعية العليا لزائريها : (الجزء الثاني)
• تواضعوا لمن تعلمونهم كما تتواضعون لمن تتعلمون منهم
• جنبوا تلاميذكم الخوض في الاحاديث السياسية وخرافات الخلافة الاسلامية التي لايراد منها الا اشغال الاجيال وحرفهم عن منهج الحق 
• ازرعوا في نفوس الاجيال روح الاستعانة بالله في كل امورهم، وربوهم على خلق النبوة
• حثوا ابنائكم على الزواج المبكر لما فيه من امن لهم من مكائد الشيطان

 

جاء حديثه هذا عقيب زيارته لسماحة السيد السيستاني (مد ظله) الذي توافد زائريه من داخل العراق وخارجه، حيث قال:

كان سماحة مرجعنا المعظّم (مد ظله) يستقبل زائريه بكل شوق ومحبة، داعيا لهم بخير الدنيا والاخرة، غير ان الذي استرعى انتباهي من سيرة سماحته لزائريه على مختلف طبقاتهم وقومياتهم ما يلي: 

تبجيله (دام ظله) لحملة العلم مهما اختلفت اختصاصاتهم ورتبهم العلمية 

وقد لاحظته حينما يزوره أصحاب الكفاءات من الأطباء و الأساتذة و أصحاب الرتب العسكرية وغيرهم فيقوم احتراما لهم ويثني عليهم لما يقدمونه من خدمة وعطاء للمجتمع على اختلاف اختصاصاتهم. أما المربون و أساتذة الجامعات فله معهم حديث من صميم القلب الى القلب، ويعتبرهم المسؤولين والامناء على تربية الجيل وتثقيفه، ويقول لهم (تواضعوا لمن تعلمونهم العلم كما تتواضعون لمن تتعلمون منه العلم) مؤكدا عليهم زرع الثقة في أنفس الاجيال وفي دراستهم، مشيرا الى ان يتعاملوا مع طلابهم بلطف ومحبة كتعامل الأب مع أولاده، قائلا: 

• زودوهم بأرقى المعلومات الحديثة التي تعلمتموها من مختلف العلوم والمعارف، لأن العالم اليوم في ثورة علمية كما هو في ثورة صناعية 
• ربوهم على أخلاق النبوة واحترام بعضهم البعض الآخر، ومساعدة بعضهم البعض حتى يكونوا المثل الأعلى في الخلق والمعاشرة مع الآخرين التزاما بقول المعصوم (كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا). 

وفي حديث آخر خاطب الأساتذة بقوله (أنتم ربابنيوا هذه السفينة فقودوهم إلى بر الأمان و جنبوهم ما يدور في الساحة من الأحاديث السياسية و خرافات الخلافة الإسلامية و غيرها التي لا يراد منها إلا إشغال أذهان الشباب بمثل هذه التوافه و حرفهم عن منهج الحق وهو الإسلام الذي جاء به سيد البشر (ص) (و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين)، ونموا في نفوسهم روح الاستعانة بالله سبحانه و تعالى في كل مهام أمورهم لأن العبد إذا استعان بالله سبحانه و تعالى فسوف يكون له و ناصر ويجعل له نورا يسعى بين يديه ((يوم ترى المؤمنين و المؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم)) حتى يصل إلى سعادة الدارين. 

وفي حديث آخر له مع قادة الجيش وأركانه (أنتم حماة الوطن والأمناء عليه وحراس حدوده من كل سوء وتعدي وهو أمانة بأعناقكم وأنا أفتخر بكم يا أعزائي وأدعو لكم بالنصر على أعداء العراق وأعدائكم). 

خلقه في استقبال زائريه 

يهتم سماحة السيد (مد ظله) بجميع زائريه مهما كان موقعهم وعمرهم وصنفهم، فيستقبلهم بكل مودة ومحبة، ومن كان معه بعض اولاده يرحب به ويضع يده على رأسه ويدعو له بالتوفيق. 

1- فمن خلقه الكريم أنه لا يرضى لأحد أن يقبل يده و إنما يكتفي بالمصافحة إلا إذا أصر الطرف على ذلك، و قد لاحظته حينما تزوره مجموعة من الأخوات ضمن الرجال فيخصهن بالذكر احتراما لهن، وإذا كان الحديث يقتضي الترجمة فيقول للمترجم (خص بالخطاب النساء أيضاً)، كما أنه لا يرضى بجلوس أحد على الأرض و هو أعلى مستوى منه، ولولا منع الأطباء له بالجلوس على الأرض لاختارها لحبه لها. 

2- و اما اهتماماته بشؤون المؤمنين الخاصة لمن يعيشون في مناطق يغلب عليها طابع الفقر وقدم المهن، فيخاطب الآباء قائلا لهم (اهتموا في دفع أبنائكم إلى التعليم و لا تقصروهم على المهن القديمة بل حثوهم بأن يشقوا طريقهم إلى العلوم الحديثة و ساعدوهم على ذلك لينالوا القسط الكبير منها ولتكن لهم مكانة مرموقة في المجتمع لأن العالم يتطور يوما بعد يوم فأمسكم غير يومكم و يومكم هذاغير غد). 

3- كما لاحظته يحث سماحته الشباب على التعلم والتزود بالعلوم والمعارف الجديدة وأن يحصلوا على أرقى الدرجات والشهادات ليتنوروا بها و ينيروا الطريق للآخرين من أبناء وطنهم و عقيدتهم، لأن العلم نور يستفيد منه الجميع. كما حثهم على احترام اساتذتهم ومعلميهم لانهم الاباء الروحيين لهم ولهم الفضل عليكم بما يقدمونه لكم من معارف مختلفة. 

4- وفي تجمع نسوي خاص حث الأخوات على التحلي بالأخلاق الفاضلة و المثل القيمة التي تظهر مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي في تمسكها بدينها و عقيدتها و أخلاقها و قيمها و حجابها و عفتها و قال سماحته: و ما الحجاب الذي أمر به الإسلام إلا من باب إكرام المرأة و إعزازها فإنه لم يمنعها من التعلم و التزود بالمعارف شريطة الالتزام بواجباتها الإسلامية من العفة و الحشمة و في جواب على سؤال فتاة : ما الذي يوصي به سماحة السيد (مد ظله) كوننا فتيات متعلمات ؟ فأكد سماحته على الزواج المبكر مع توفر الشروط اللازمة لكل من الطرفين لما فيه من امن لهم، وأكد سماحته على عدم المغالاة في المهور و عدم فرض شروط قاسية تثبط الشاب عن الزواج المبكر وقال: فليكن دستورنا في هذا المجال قول الرسول الكريم( ص) ((إذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه)). 

5- وأكد سماحته على الجماعات الذين يعيشون في مدن كبرى و أماكن متباعدة بأن تكون لهم اجتماعات دورية في كل شهر على أقل تقدير يحضرها أكفاؤهم و حكماؤهم و المسنين منهم من أهل الحنكة و الخبرة ليتشاوروا بينهم فيما يحتاجون إليه في معالجة قضاياهم الاجتماعية و التربوية و السياسية و غيرها مما يقوي ارتباط بعضهم ببعض إلى جانب وحدتهم و تفاهمهم و تفاعلهم و إن أعوزتهم الخبرة فيستعينون بالكفاءات المختصة ليخرجوا برأي حصيف و سديد و مثل هذا التجمع يكون حصناً لهم و لأبنائهم من الأخطار. 

6- و في تجمع آخر أكد سماحته على حقوق الزوج و الزوجة و أن لا يتجاوز كل منهما الحدود الشرعية المرسومة، و بهذا يتجنبان الاختلافات الاسرية التي يكون مردودها السيء على الأولاد مما يؤثر على شخصيتهم و دراستهم و مستقبلهم، و إن وجد خلاف (وقلما يخلو من ذلك) فليكن سراً بين الزوجين . 

((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون))
محرر الموقع : 2017 - 01 - 16