المرجع السيستاني للقوات المسلحة العراقية التي تقاتل داعش: انكم ترسمون مستقبلا مشرقا لبلدكم وستفتخر بكم الأجيال
    

أثنى ممثل المرجعية الدينية في كربلاء السيد احمد الصافي، الجمعة، على جهود القوات الأمنية، فيما خاطبها بالقول "ترسمون مستقبلا مشرقا لبلدكم وستفتخر بكم الأجيال".

وقال الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 4/جمادي الاخرة/1438هـ الموافق 3/3/2017م:"ندعو الله وكلنا إيمان وثقة انه تعالى سيمكن القوات البطلة من دحر وطرد الإرهابيين من أرضينا جمعاء وسيزف هؤلاء الأبطال بشائر النصر".

وأضاف الصافي "للأعزة من أبناء القوات الأمنية كل الثناء ولجهودهم التسديد والنصر"، وخاطبهم بالقول "ترسمون مستقبلا مشرقا لبدلكم ولأبنائه وتدافعون بأرواحكم ودمائكم الغالية التي أرخصتموها للبلد، وستفتخر بكم الأجيال كما نفتخر نحن بكم وسيعيشون نعمة الاستقرار والأمن والأمان بفضل الدماء الزكية".

وبين الصافي في نص خطبته بقوله "في الوقت الذي تتحقق الانتصارات الباهرة من قبل ابطال العراق المدافعين عن ارضه وعرضه ومقدساته من الجيش والحشد الشعبي والطيران والشرطة الاتحادية وجميع افراد القوات الامنية ندعو الله تعالى وكلنا ايمان وثقة انه تعالى سيمكّن هذه القوات البطلة من دحر وطرد الارهابيين من اراضينا جمعاء وسيزف هؤلاء الابطال الى العراقيين جميعاً بشائر النصر بعونه تعالى..فللأعزة من ابناء هذه القوات كل الثناء ولجهودهم التسديد والنصر القريب..

وقال ممثل المرجعية العليا "انكم ايها الاحبة ترسمون مستقبلا ً مشرقاً لبلدكم وابناءه وتدافعون بارواحكم ودماءكم الغالية التي ارخصتموها لهذا البلد و ستفتخر بكم الاجيال كما نفتخر نحن بكم وسيعيشون نعمة الاستقرار والامن والامان بفضل هذه الدماء الزكية.

واضاف "كتب الله لكم النصر واعزكم في الدنيا والاخرة وانزل الله تعالى شآبيب رحمته على الشهداء الاعزاء ومنّ على الجرحى بالشفاء العاجل ولا ننسى العوائل الكريمة التي لا زالت تدفع وتحث ابنائها البررة لخوض معركة الشرف والكرامة والوجود متناسية جميع الظروف الصعبة التي تمر بها اغلب هذه العوائل من شظف العيش وقلّة ذات اليد وكذلك الثناء الى الاخوة الميسورين الذين لا زالوا يواكبون هؤلاء الاحبة بما يتيسر لهم من مؤونة ودعم مادي ومعنوي..

ونقل الصافي قصة من قصص ابطال معارك التحرير من دنس داعش موضحا انه توقف قبل ايام لزيارة بعض الجرحى ممن جرحوا في المعارك الاخيرة في الموصل..من جملة الجرحى الذين تشرفت بزيارتهم هو الجريح (رحيم منذور حسين) وهو رجل من اهل الديوانية ومن قضاء عفك ومن مواليد 1966..مبينا ان هذا الجريح بُترت كلتا ساقيه..وطبعاً تعرفون ان هذه الحالة تكررت اشخاص كثيرون فقدت لهم ساق وكف، واخرون فقدوا ساقين.. وواقعاً اننا عندما نحاول ان نزور بعض الاخوة نعتقد اننا سنزيد معنوياتهم..فعندما تزور جريحاً معك بعض الاخوة تقدم بعض الهدايا..نعتقد اننا سنزيد معنويات هؤلاء والحقيقة انها معاكسة تماماً.. بمعنى الكلمة معاكسة.. ان هؤلاء هم يزيدوا معنوياتنا حيث تدخل عليه واذا هو ضاحكاً مستبشراً ويجعل هذه الاقدام رحمة من الله..وان هذا الجريح عنده طلب واحد، انه اذا يُستعجل بقضية الاطراف الصناعية حتى يلتحق باخوته والجميل بالامر قال ان ولدي في الخارج وتبين ان ولده ايضاً مُصاب منذ فترة وكانت اصابته بالغة ونُقل الى الخارج.. وكان يتكلم وهو في اتم حالة الفرح.

وبين السيد احمد الصافي ان الانسان عندما يرى هؤلاء يسكت.. لا توجد كلمة، الكلمات تعبّر عن حالة هذه حالة ارقى من الكلمات فنفتقر الى كلمات ترقى لهذه الحالة..

واستذكر خطيب جمعة الصحن الحسيني قصة رشيد الهجري وهو من الشخصيات التاريخية المعروفة الذي ترصده اعداء امير المؤمنين (عليه السلام)..وامير المؤمنين قال له وحدثه من جملة العذاب الذي ستُعذب انه ستقطع كلتا رجليك وفعلا ً قُطعت كلتا رجليه وابنته كانت عنده عندما قُطعت الرجلان وسألته هل تشعر بألم ؟ قال: كأنه زحام..

واضاف ان هؤلاء ندخل عليهم نراهم كأنهم في ليلة عرسه بشراً وانطلاقة وابتسامة وضحكة وكلهم امل وهم يعتذرون منّا.. المشكلة هذه..ماذا يقدّم هؤلاء؟ هذا النموذج انا اطلب من كل الجهات ان هؤلاء النماذج هم فخرنا وعزتنا وهم أملنا.. هؤلاء هم مفخرة للبلد عموماً.. وحتى هذه الكلمات واقعاً قليلة في حق هؤلاء..

وبين الصافي ان الشخص المصاب اسمه (رحيم منذور حسين) كأن هذا الاسم فيه معنى ان هذا منذور، وهو حقيقة يتمتع بمعنويات عالية اسأل الله ان يمنّ عليه بالعافية وان شاء الله عندما تكون اقدامه الصناعية متيسرة ان شاء الله تعالى لا يحتاج ان يذهب ويكون البلد محرر من كيد الكائدين..
من جانب اخر تطرق السيد احمد الصافي على اية من سورة الكهف بقوله تعالى (وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29) – سورة الكهف-.

وقال ممثل المرجعية ان هذه الآية كبقية الآيات الشريفة ان توقظ في انفسنا شيء..(وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) اخواني عادة الحق واضح ابلج واضح كالشمس، المشكلة ليست في الحق المشكلة في الذي لا يرى الحق والانسان ممكن ان يطبع على قلبه بحيث لا يميز وهذه ليست مشكلة بل اعقد المشاكل ان الانسان لا يميز بين الحق والباطل، والا الحق الله يحتج به علينا ان انا اظهرت الحق.. الآية الشريفة من باب الحجة (وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) الله تعالى لا تضره معصية وكفر الكافر ولا ينفعه ايضاً ايمان المؤمن الله بالنسبة له يتساوى الامران عليه لا هذا يزيد في ملكه ولا هذا يقلل من ملكه فمن شاء يؤمن فليؤمن ومن شاء يكفر فليكفر..

واضاف ان الله تعالى ادى ما يؤهلنا ان نؤمن باعتبار وضّح الطريق اشد ايضاح فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ثم يأتي الجزاء الاخروي المهم وهو (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ) لاحظوا اخواني الايات السابقة التي عرضناها في خدمتكم كان في قضية فرعوه وموسى من ان فرعون كان من الكافرين بل كان يرى نفسه اله وكان يعاقب ويحاسب على الذي لم يتخذه الهاً.. لكن عندما نمر بعض الايات لا تذكر الكفر وانما تذكر الظلم، نعم الذي يكفر ظالم يكون ظالم لنفسه لكن هناك حالات تتعدى ذلك عندما يكون ظالماً لآخرين ومتعدياً على اخرين عندما يتمكن من ان يظلم ويظلم وهذه ليست شجاعة اطلاقاً وانما هذا منتهى الجبن لأن النفس الصغيرة هي التي تظلم والنفس التي تبحث عن سد نقصها هي التي تظلم والنفس التي لا تتربى ضمن اخلاق ومعايير صحيحة هي التي تظلم.. ولذلك الاية الشريفة تبيّن (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا) (السرادق خيمة محاطة من كل جهة.. كناية على انه لا يوجد منفذ ومخرج..

وتابع ان هذه الايات الشريفة وامثالها منبهة وموقظة ولا يقل قائل اني لم اعلم.. لا يقول قائل انني لم اعلم، لا افهم.. يُقال له لِم لم تتعلم ؟ فلا حجة لنا امام الله تعالى بل الله تعالى هو الذي يحتج علينا كما ذكرنا سابقاً..

اما بخصوص الاية (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) فقال الصافي ان المشكلة ان هؤلاء لم يستغيثوا في الدنيا وانما يستغيثوا في وضع خرجت الاستغاثة عن موضعها وهذه مشكلة البشر ان الانسان تسوّف له نفسه انه لا زال الامر مبكر لا يستغيث استغاثة حقيقية ما دام في الدنيا وانما يستغيث في موضع الله جعل هذا الموضع لعذابه لم يجعل هذا الموضع لاستغاثته.. الله له رحمة ورحماته مفتوحة لكن مواطن عن مواطن تختلف.. من رحمته ان يعذّب العاصي ومن رحمته ان يكرم المطيع، الله تعالى جعل هؤلاء يستغيثوا في غير مورد الاغاثة انه انتم كنتم في الدنيا لماذا لم تفعلوا ما من شئنه ان ينقذكم..

(وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ) بعض الروايات تقول: (كَالْمُهْلِ) البعض يقول المُهل النحاس الذائب، طبعاً نحن ندرك ان عذاب الاخرة لا يشبهه عذاب، نحن لنتصور ان النحاس الذائب نفس هذا النحاس المذاب لو المعنى ينطبق هو هذا النحاس الذائب من الذي يتحمله مجرد الاسم والا هذا العذاب شيء اعوذ بالله لا يطاق ؟!!

(وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) بعض صور القران اخواني يقدّم النار على الجنة من باب تهيئة الانسان وترهيبه قبل ترغيبه.. وهذا اسلوبان معروفان بين ترهيب وترغيب..

وكالة نون خاص

محرر الموقع : 2017 - 03 - 03