العراق في خطر من ينقذه
    

اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان جميع المسئولين في العراق لصوص   هدفهم الاول والاخير مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية فقط فهم وحدهم المستفيدون من حالة الفوضى والموت والفساد التي سادت في العراق رواتب عالية ومكاسب وامتيازات لا مثيل لها في كل العالم وكل شي تحت الطلب مال نفوذ نساء سفرات وحفلات وقصور لم  يتصورها حتى في الاحلام

  ما يحصل عليه المسئولون من مال  من رواتب هم وحماياتهم ومن حولهم اكثر من ربع ميزانية العراق وما يدخل في جيوبهم من من السرقة والرشوة واستغلال النفوذ وعقود وهمية وصفقات تجارية فاسدة واستغلال النفوذ   والنصب والاحتيال اكثر من نصف الموازنة العامة

من الطبيعي ينموا الفساد ويتسع ويكبر ويشمل كل العراق ويتحول العراق الى بؤرة للفساد  وبالتالي بؤرة للارهاب

وهكذا اصبح العراق بلد الفساد والارهاب بفضل السياسيين الابطال

فانهم جدا مرتاحين ومسرورين لهذه الحالة فانهم ضد اي تغيير او تبديل نحو عراق دستوري الحكم للمؤسسات الدستورية فيرون ذلك عثرة امام تحقيق احلامهم وامانيهم لهذا يفضلون التغيير نحو الأسوأ نحو الفوضى نحو اللا قانون

هل العراق سيتجزأ لا طبعا ولكنه يستمر يعيش شبه مجزأ ويستمر الارهاب والفساد يستمر العراق مقسم الى اطراف مختلفة وكل طرف  يخطط ويتحرك  كدولة مستقلة متضاد للاطراف الاخرى

واذا تجزأ هل يزول العنف والفساد لا طبعا سيستمر  الارهاب والفساد

لا يزول الارهاب والفساد الا بوحدة العراق ووحدة العراقيين الا عندما ينطلق العراقيون من مصلحة العراق كل العراق  وكل العراقيين الا اذا قال العراقيون جميعا انا عراقي وعراقي انا  ويتحركون  مع جيش واحد هو الجيش العراقي وحكومة واحدة هي الحكومة العراقية وتحت ظل علم واحد هو العلم العراقي

وهذا غير ممكن ابدا

وطالما هذا غير ممكن يعني ان القرار غير عراقي وبما ان القرار غير عراقي يعني انه يصب بمصلحة الذين وراء ذلك القرار وبالضد من مصلحة العراق والعراقيين

والدليل منذ التغيير وحتى الان لم يحدث اي شي لمصلحة العراق والعراقيين بل ان الامور تسير من سيئ الى اكثر سوءا

قلنا ان امريكا مصالح  وهدفها مصالحها فانها لا تعادي جهة  او مجموعة لدينها لطائفتها  لقوميتها وانما  تكرهها عندما تشعر انها تهدد مصالحها  وتحبها  عندما الامر يصب في صالح مصالحها

فلدى اوباما الشجاعة ان يعلن تشيعه  و  يسير مشيا على الاقدام من الرياض الى كربلاء ويلطم ويضرب زنجيل  ويطبر رأسه اذا كان ذلك يصب في المصالح الامريكية وينميها

ويضرب درباشة ويكفر الشيعة ويقطع رؤوسهم ويدين الدين الوهابي ويقبل اقذار الخليج والجزيرة ويقول جئت اطلب الحكمة من ثيران الخليج والجزيرة  والمقصود بالحكمة هي مليارات الدولارات التي يحلبها من هؤلاء الثيران

المعروف جيدا ان الثيران لا تحلب لكن سياسة امريكا المبنية على المصالح  لها القدرة ان تحلب الثيران وتحصل على حليب وفير يزيد عن حاجتها وتوزعه على اصدقائها وعبيدها وعملائها وكسب عبيد وعملاء  واصدقاء اخرين

المعروف ان امريكا تتعامل مع الاصدقاء غير ما تتعامل مع العبيد والعملاء

الحقيقة اقول حاولت امريكا ان تتعامل مع السياسيين العراقيين الذين استلموا الحكم بعد التغيير والتحرير كاصدقاء الا انهم يرفضون هذه المعاملة ويرغبون في معاملة العبيد والعملاء  ومع ذلك حاولت ان تمنحهم فرصة الا انهم اقروا انهم عبيد وعملاء

لهذا قررت معاملتهم عبيد وعملاء

 لهذا ليس من مصلحة امريكا وحدة العراق ولا من مصلحتها تجزئة العراق لانها تخشى كل الاطراف في العراق حاولت بكل طريقة ان توحد العراقيين وتوحد العراق من خلال الالتزام بالدستور والمؤسسات الدستورية لان نجاح تجربة العراق الديمقراطية وتقدمه وتطوره يصب في مصلحة امريكا الا انها فشلت وبما انها تخشى من كل الاطراف  لهذا رأت من مصلحتها ان يستمر العراق شبه مجزأ وكل طرف يتحرك  وفق رغبته وبشكل مستقل وتتعامل مع كل طرف وكأنه دولة مستقلة  لا علاقة له بالطرف الاخر وبهذا تضمن مصالحها وهذا التعامل يسر العبيد والعملاء ويسهل لهم عمليات السرقة والتزوير والاحتيال والنهب ونشر الفساد والارهاب

 لو دققنا في تجارب بعض الشعوب التي مرت بمثل تجربتنا مثل اليابان والمانيا  لاتضح لنا ان قادة هذه الدول ومسئوليها تخلوا عن مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية وفرضوا على الولايات المتحدة ان تتعامل معهم كأصدقاء وليس كعبيد وبهذا استطاعوا ان يبنوا  اوطانهم ويسعدوا شعوبهم  وبهذا الاسلوب استطاعوا ان يستغلوا امريكا لصالحهم فاستفادوا من خبرة الامريكان ومن قوة الامريكان ومن علم الامريكان

من هذا يمكننا القول لا يمنك انقاذ العراق الا اذا خلقنا قادة مسئولين   متخلين عن مصالحهم الخاصة ورغباتهم ومنافعهم الذاتية ويتوجهون نحو مصلحة ومنفعة العراق والعراقيين  حتى لو أضرت بمصالحهم الخاصة

هل يمكننا ذلك

نتمنى

مهدي المولى

 

 

محرر الموقع : 2015 - 05 - 03