مظهر من تاريخ المرجعية الشيعية المرجعيات الشيعية المطلقة في القرن العشرين
    

بقلم: د. علي المؤمن

     أربعة مراجع دين فقط من الذين عاشوا في القرن العشرين الميلادي؛ كانت لهم سيادة الطائفة الشيعية في العالم بدون منافس خلال فترة تصديهم للمرجعية العليا؛ من بين عشرات مراجع الدين البارزين. ومجموع الفترة التي كان فيها للشيعة مرجعاً مطلقاً خلال القرن الميلادي العشرين تبلغ 42 عاماً؛ وهي الفترة التي تسيد فيها هؤلاء الأربعة الطائفة الشيعية. بينما كان في فترة الـ 58 عاماً مرجعين أو ثلاثة يتنافسون في الوقت نفسه على المرجعية العليا. وهؤلاء المراجع الدينيين الأربعة الذين تميزوا بتسيّد الطائفة في العالم بأسره دون منافس هم:

1-    السيد ابو الحسن الموسوي الاصفهاني في النجف الأشرف؛ تزعم الطائفة بعد وفاة المرجع الأعلى الشيخ فتح الله الإصفهاني عام  1935 ، ثم وفاة منافسيه الشيخ الميرزا محمد حسين النائيني في النجف الأشرف عام 1936 والشيخ عبد الكريم الحائري في قم المفدسة في العام نفسه. وقد استمر سيداً للشيعة مدة عشر سنين، أي حتى وفاته عام 1946.

2-    السيد حسين الطباطبائي البروجردي في قم المقدسة، تزعم الطائفة بعد وفاة زعيمها السيد ابو الحسن الإصفهاني في النجف الأشرف عام 1946. وبقي سيداً مطلقاً للطائفة لمدة خمسة عشر عاماً؛ أي حتى وفاته عام 1961.

3-    السيد محسن الطباطبائي الحكيم في النجف الأشرف، وذلك بعد وفاة زعيمها السيد حسين البروجردي في قم المقدسة عام 1961، ثم وفاة منافسه السيد عبد الهادي الشيرازي في النجف الأشرف في العام نفسه. وبقي السيد الحكيم سيداً مطلقا للطائفة من عام 1961 وحتى وفاته عام 1970؛ أي لمدة تسع سنوات.

4-    السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي في النجف الأشرف، تزعم الطائفة بعد وفاة زعيمها السيد محسن الحكيم في النجف الأشرف عام 1970، ثم وفاة منافسه السيد محمود الحسيني الشاهرودي في النجف الأشرف عام 1974. ولكن بروز مرجعية السيد روح الله الموسوي الخميني بعد عام 1979 في قم المقدسة؛ جعله يتناصف المرجعية العليا مع السيد الخوئي لمدة عشر سنوات، ثم عادت المرجعية المطلقة للسيد الخوئي بعد وفاة السيد الخميني عام 1989 وحتى وفاة السيد الخوئي عام 1992.  أي ان مجموع زعامته بلغت ثمان سنوات على مرحلتين.

    وكانت مرجعية السيد الخوئي هي آخر مرجعية شيعية عالمية مطلقة؛ فقد برزت بعده مرجعيات عالمية كبرى في قم والنجف وطهران؛ كالسيد أبو الأعلى الموسوي السبزواري و السيد علي الحسيني السيستاني في النجف الأشرف، والسيد محمد رضا الموسوي الكلبايكاني في قم المقدسة والسيد علي الحسيني الخامنئي في طهران ؛ ولكنها لم تتفرد بزعامة الطائفة في العالم. وهو ماسبق أن حصل خلال مراحل سابقة من القرن العشرين. فبعد وفاة السيد الميزرا محمد حسن الشيرازي في سامراء عام 1889؛ توزعت المرجعية العليا بين عدة مراجع؛ ولكنها تبلورت في بداية القرن العشرين بين مرجعيتين عالميتين متنافستين في النجف الأشرف؛ هما مرجعية الشيخ الآخوند الخراساني والسيد كاظم اليزدي. وبعد وفاة الشيخ الخراساني عام 1908 لم يتفرد السيد اليزدي بالمرجعية العليا؛ إذ برز الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرزاي منافساً له. وبعد وفاة المرجعين خلال سنة تقريباً؛ برز شيخ الشريعة الإصفهاني مرجعا أعلى في النجف الأشرف؛ ولكن كان ينافسه            مراجع أخرون. وبقي الحال على ماهو عليه حتى تفرد السيد أبو الحسن الموسوي الاصفهاني بزعامة الطائفة عام 1936؛ فكان أول مرجع ديني يتفرد بزعامة شيعة العالم منذ وفاة السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي عام 1889؛ الذي كان آخر سيد للطائفة في القرن التاسع عشر الميلادي؛ أي بعد 47 عاماً؛ لم تجمع خلالها الشيعة على زعيم.        

                                                                                               

محرر الموقع : 2015 - 05 - 09