هل تتحالف الدول العربیة لإثارة السُّنة للانقلاب على داعش؟
    

 وصفت صحیفة الإندبندنت التحرکات الترکیة الأخيرة لمواجهة التنظيم المسلح داعش في كل من سوريا والعراق بالجريئة، مشيرة إلى تأخرها وإلى سياسة تركيا المراوغة فيما يتعلق مجابهة تهديد التنظيم الأصولي طوال العام الماضي، ومرحبة في نفس الوقت بالقرار التركي الأخير بفتح أبواب قاعدة “أنجرليك” الجوية للطائرات الأمريكية للإنطلاق منها في عمليات ضد أهداف التنظيم المسلح في الأراضي السورية.

يقول التقرير أنه بدى ظاهرا من بداية بزوغ نجم تنظيم داعش ككيان عسكري وسياسي، أن الحد من انتشار التنظيم واجتياحه السريع للعديد من المناطق في الشرق الأوسط يتطلب تضافر جهود الدول العربية، وبالأحرى تضافر جهود دول الشرق الأوسط ذات الأغلبية السنية مثل تركيا، ويرى التقرير أن الأمل يتركز حاليا في انضمام مصر والأردن في التحالف العسكري المناهض لتنظيم داعش، مما قد يثير صحوة بين أبناء الطائفة السنية في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات التنظيم، أمر يماثل ما حدث لتنظيم القاعدة بالعراق في العام 2006، معتبرا تغير الموقف التركي حدثا يصب في ذلك الاتجاه ويضيق الخناق على التنظيم المسلح.

يقول التقرير أن تركيا ذات الإمكانيات العسكرية التي تضعها في المرتبة العاشرة بين أقوى الجيوش في العالم وفقا لموقع Global firepower سوف تحسم المواجهة ضد تطلعات التنظيم في المزيد من التوسع، منتقدا في نفس الوقت بعض الأصوات داخل الحكومة التركية التى تلقى باللوم فى انفجار مدينة “سروج” الانتحاري على نظام الرئيس بشار الأسد.

 ودأبت أنقرة في الوقت الذي يواجه فيه العالم داعش على وضع خطط تمكنها من رؤية سوريا دون الرئيس بشار الأسد، واضعة في المرتبة الثانية من أولوياتها الحرص على عدم نشوء قوة كردية تحقق حلم الحكم الذاتي في سوريا على غرار العراق، لتضع تنظيم داعش في ذيل اهتماماتها.

 ويرى التقرير أن رؤية تركيا للمنطقة شهد فشل ذريع، فرغم كل الاضطرابات يظل الأسد متواجدا في العاصمة السورية دمشق، بينما يزداد الترحيب الدولي بالجهود العسكرية للأكراد في مواجهة تنظيم داعش، خاصة في المعركة الأخيرة التي جمعت بين الطرفين في مدينة “كوباني” على الحدود السورية – التركية.

وانتهى التقرير بتوقع تعرض تركيا خلال الفترة القادمة للعديد من العمليات الانتحارية المستهدفة للمدنيين، مشيرا إلى سهولة تسلل المتطوعين للتنظيم المسلح داعش من خلال الحدود التركية، مما يشي أنه ليس عسيرا على بعضهم العودة إلى تركيا من خلال نفس الحدود لتنفيذ عمليات انتقامية داخل العمق التركي.

 

محرر الموقع : 2015 - 07 - 27