ممثل المرجعية العليا في أوروبا: يهنئ العالم الإسلامي بحلول عيد الفطر المبارك ويشيد ببطولة وبسالة القوات العراقية والأمنية ومن معهم في تحرير الموصل من ايدي الإرهابيين
    

ممثل المرجعية العليا في أوروبا: 

•        يهنئ العالم الإسلامي بحلول عيد الفطر المبارك سائلا المولى سبحانه و تعالى أن يعيده عليهم باليمن و البركة

•        أشاد ببطولة وبسالة القوات العراقية والأمنية ومن معهم في تحرير الموصل من ايدي الإرهابيين

•        يستنهض همم المؤمنين في الاهتمام بالنازحين والأرامل واليتامى وعوائل الشهداء لأن دعمهم من أفضل القربات

•        يؤكد على ديمومة واستمرار الفعاليات العبادية التي تعلموها من الشهر الكريم

 

(( اللهم أهل الكبرياء والعظمة أهل العفو والرحمة وأهل التقوى والمغفرة نسألك بحق اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا ولمحمد وآل محمد ذخرا و مزيدا أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد و أن تخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد صلواتك عليه و عليهم...........)) 

بهذا المقطع من دعاء يوم العيد افتتح سماحة السيد حديثه عن هذه الأيام المباركة التي وفق إليها المسلمون بأداء فريضة الصوم وما صاحبها من صلوات وأدعية و أعمال خير وبر وإحسان، سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يكتب للجميع الاستمرار والديمومة عليها لأنه: 

• ليس من الإيمان أن ينتصر المؤمن على النفس و شهواتها و لذاتها في شهر رمضان ثم ينخذل عنها في بقية الأيام.

• وليس من الإيمان أن نغض أبصارنا عن الحرام في شهر رمضان ثم نعود إلى ما كنا عليه من قبل، قال تعالى (( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا))، فمن الإيمان أن تصوم جوانحنا عن كل معصية لله عز وجل في الشهر الكريم وبعده حتى نلقى الواحد الديان .

• وليس من الإيمان أن نتورع عن المحارم في هذا الشهر و نعود إليها بعده، وإنما الإيمان أن يكون الورع مبدأ ثابتا وسلوكا مستمرا طوال العام.

• وليس من الإيمان أن نبتعد عن حضور المجالس التي تغضب الله إكراما لشهر الله ثم نرجع إليها وكأن الله عز وجل لا يحاسبنا في بقية الشهور والأعوام

• وليس من الإيمان أن نراقب الله في واجباتنا وأعمالنا ما دمنا صائمين فإذا ودعنا شهر الصيام عدنا إلى ما كنا عليه سابقا من المعاصي والذنوب. 

• وليس من الإيمان ان يكثر التزاور بين المؤمنين في شهر رمضان ثم ينقطع بعده فلا يكاد البعض منهم يرى البعض الاخر الى العام القادم، في حين انه ورد في الحديث (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى سائره بالحمى والسهر). 

ايها المؤمنون ان مثل الانسان الذي لم يفقه حقيقة الصوم والعبادة كالناقة التي عقلها اهلها ثم اطلقوها فلا تدري لم عقلت ولم اطلقت، فكذلك البعض من الصائمين لا يدري لم صام ولم افطر فيكون مصداقا للحديث الشريف (كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع والظمأ وكم من قائم ليس له من قيامه الا التعب والعناء) . 

ايها الاحبة ان شهر رمضان شهر التوبة والغفران وهذا لا يعني ان التوبة مقصورة ومحصورة عليه، بل ان بابها مفتوح على مصراعيها في كل اشهر السنة وكأن الحي القيوم ينادينا في كل وقت ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)). ان الله سبحانه وتعالى يدعو المسرفين على أنفسهم الى التوبة فيقول ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً)) والتوبة النصوح كما قال بعض العلماء الندم في القلب والاستغفار باللسان والاقلاع عن الذنب.

إذن علينا ألا نفوت الفرصة في هذه المناسبة الكريمة لنكسب غفران الله ورضوانه وعلى كل إنسان أن يحاسب نفسه ويتذكر قول النبي (ص) (فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم). 

هذا و نحن ما دمنا في أيام العيد، علينا ان نتذكر الام الاخرين وان نتحسس امالهم والامهم وعلينا ان نفكر فيمن حولنا من اقارب وجيران وفقراء وايتام ممن لا يمتلكون شيئا لتكتمل صورة العيد في اذهانهم خصوصا ما نشاهده من وضع المهجرين والنازحين عن ديارهم واوطانهم، وليحاول كل واحد منا ان يتحسس دوائره القريبة الاقرب فالاقرب ليعيش معهم العيد في صورته البهية ويرسم البسمة على شفاههم التي قد لا تعرف طعم الفرح، فهناك المئات من الذين استشهدوا وقتلوا في هذا الشهر فترملت نساؤهم وتيتمت اطفالهم، وكم من الاسر ابيدت فلم يبق منهم الا الرجل الطاعن في السن والمرأة المسنة والطفل الرضيع، وكم من الثكالى اللائي يئن على شهدائهن فتلك على اخيها واخرى على زوجها وثالثة على ابيها، فهل بعد هذه المآسي يبقى للعيد طعم، وهل فكر احد منا ان يزور هؤلاء الارامل ويمسح على رؤوس اليتامى ويواسيهم بما يستطيعه من المواساة ليخفف من الامهم واحزانهم، وليس هناك أثمن و أفضل من الإنفاق عليهم لأنهم متفضلون علينا لتضحية آبائهم وبذل نفوسهم في سبيل إنقاذ العراق ومقدساته والحفاظ على عزة العراقيين وكرامتهم و الإحسان إلى عوائلهم فذلك من أقرب القربات إلى الله تعالى.

ثم هل فكر احد منا بزيارة مقابر المسلمين في ايام العيد ليراها تعج بالبكاء والنياحة، وكم هو جميل نرى بعض المؤمنين في ايام العيد يقصدون زيارة المقابر وقراءة الفاتحة لامواتهم واموات المؤمنين ويزورون دور العجزة والطاعنين في السن ويحملون اليهم من الورود والهدايا ما يبث فيهم روح الامل والبقاء. 

وأضاف سماحته بأن فرحة العيد كما يقول البعض : تعني المزيد من المسؤولية أمام الله و تعني التأكيد أكثر على التزام خطة في مواجهة كل الباطل والفساد والانحراف ففي الحديث ( كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد) هذا العيد هو شهادة علينا بأننا سنؤكد بأن إرادتنا هي تبع لإرادة الله تعالى في مواجهة من يحاول كسرها وأن حياتنا كلها ستكون في سبيل الله مهما كانت التحديات و الظروف قاسية.

والعيد مناسبة لتأكيد حضور الله القوي فينا فلا يمكن أن ننساه في لحظة من اللحظات فذكره حي على ألسنتنا وفي قلوبنا، والعيد مناسبة تقودنا إلى التحرر من كل أنانيات الذات فلا نعيش العصبية المقيتة ولا الكراهية ولا الأحقاد بل نحمل في قلوبنا كل الخير وكل الحب وكل السلام وتقودنا أيضاً إلى التحرر من كل شهوات الذات كي نكون العباد لله وحده لا نسقط ولا نضعف أمام الأهواء والحسابات الدنيوية الضيقة.

والعيد مناسبة كي نؤكد استقامتنا على خط الله، فلا نزيغ عن هذا الخط الذي أرادنا أن نسلكه صونا لأنفسنا من السقوط في مرديات الهوى والمصالح، وعلينا أن نعتبر أنفسنا أصحاب العيد الفعليّين الذين صاموا عن الأنانيات والشهوات وأفطروا على تأكيد العهد والميثاق مع الله بالسير على خطه في طاعته والانفتاح على ما عنده من رحمة وفضل ورضوان.

أيها المؤمنون علينا أن نعيش فرحة العيد بتجديد اللقاء مع الله تعالى في كل ساحات الحياة ولنكن من المتمسكين بكتاب الله العاملين بروحه والمتوحدين بالله والمعتصمين بحبله المتين والمنفتحين على بعضنا البعض ولتكن قلوبنا وعقولنا نظيفة وطاهرة فالعيد مناسبة للتوحد وجمع الصف ولم الشمل والالتقاء على حب الله وحب رسوله وأهل بيته(ع).

وختاما هنأ سماحته الشعب العراقي بالانتصارات الباهرة التي سطرها الجيش العراقي ومن معهم في سوح القتال وذلك بتحرير الموصل من أيدي الإرهابيين. كما استنكر ما قام به الارهابيون من تهديم لدور العبادة والآثار التاريخية لهذا البلد العريق، وافعالهم الشنيعة هذه انما تدل على انهزاميتهم وانعدام أخلاقيتهم وعدم احترامهم للإنسان والإنسانية بل وحتى المقدسات سواء كانت مسجدا أم معبدا أم مرقدا أم غير ذلك.

هذا ونسأل المولى أن يريح البلاد والعباد منهم بحرمة هذه الأيام إنه سميع مجيب و كل عام و أنتم

 

محرر الموقع : 2017 - 06 - 25