الحكيم داعياً للتمسك بالمرجعية: متفائلون بأمكانية تشكيل حكومة تحظى بالمقبولية الوطنية
    

قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم ، يوم الثلاثاء ،اننا متفائلون بأمكانية تشكيل حكومة تحظى بالمقبولية الوطنية الواسعة وتمثل منطلقاً جديداً للعملية السياسية وضمن المدد الدستورية، داعيا الشعب العراقي الى التمسك بالمرجعية الدينية لانها المدافع عن الحق  والحصن الحصين.

وبين الحكيم خلال خطبة صلاة العيد التي اقيمت في مكتبه ببغداد بامامته يمر علينا عيد الفطر السعيد في هذا العام وبلادنا تشهد ظروفاً استثنائية وشعبنا يواجه تحديات ضخمة وهناك اعداد كبيرة من المواطنين قد نزحوا من مناطقهم ويعيشون ظروفا انسانية قاهرة ويحرمون من اداء طقوس العيد والاستمتاع بأجوائه في هذا الظرف العصيبة ، مشيرا الى اننا نقف في هذا اليوم المبارك وقلوبنا تعتصر الماً على كل عائلة نازحة وكل طفلٍ مشرد وكل عراقي ينظر الى مستقبل وطنه بحيرة وقلق ، وانها لمسؤولية عظيمة امام الله وامام الشعب وامام التاريخ  لكل من يتقدم الصفوف ويتصدى للعمل في كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والمهنية والاقتصادية، وعلى الجميع ان يعرف حدود مسؤولياته والمهام الملقاة على عاتقه

واضاف ان" المسؤولية التزام وليست الزاماً فحسب وفي هذه المرحلة الحرجة  من حاضر الامة فاننا جميعا نواجه مسؤولياتنا بوضوح وواقعية دون مواربة أو تبرير، مضيفا انها لحظات يجب ان تسود فيها الحقيقة والصراحة ، فعندما تكون الامة في مواجهة مصيرها لايعود مجال للمجاملات والحسابات الضيقة وعندما يقف الوطن امام مفترق طرق لا يمكننا القبول بانصاف الحلول  وعندما يكون مصير الاجيال القادمة على المحك فلا يمكننا التضحية بمصير اجيال قادمة بسبب اخطاء جيل حاضر ".

وتابع الحكيم ان" هذا الشعب الطيب الصابر المظلوم المحروم  قد تحمل الكثير وقدم الدماء والتضحيات العظيمة وتنازل من اجل عقيدته ووطنه عن الكثير من مغريات الحياة وراحتها ودعتها فمتى نقابل هذه التضحية بتضحية ؟ومتى نقابل هذا التنازل بتنازل ، مستطردا بقوله ان التصلّب بالمواقف لن يؤدي الا الى مزيد من التفكك والنزاع وان الامة ومستقبلها اكبر من كل المسميات واقدس من كل المناصب واعلى من كل القامات ، مستدركا اننا نقف اليوم على اعتاب التاريخ كي نسجل موقفاً ستذكره الاجيال القادمة " .

ودعا الحكيم الاطراف السياسية الى عدم التمسك والتشبث لاننا امام تحدٍ مصيري لايمكننا تجاوزه بحلول ترقيعية وخطوات صغيرة وبطيئة وانما ينبغي التحلي بالشجاعة والمضي بخطوات كبيرة وواثقة الى الامام و عدم الوقوف امام بعض المسميات التي مهما كبرت تبقى صغيرة امام عظمة هذا الشعب وهذه الامة ، مؤكدا اننا متفائلون بأمكانية تشكيل حكومة تحظى بالمقبولية الوطنية الواسعة وتمثل منطلقاً جديداً للعملية السياسية وضمن المدد الدستورية المقررة".

ونوه ان"وحدة العراق هي مشروعنا وقرارنا المصيري والاستراتيجي ولن نحيد عنه ولن نتساهل فيه ولن نساوم عليه ولن نسمح لاحد ان يسجل في تاريخنا المشرق "الناصع البياض" تهاوناً بمصير هذا الوطن ما دام فينا عرق ينبض ، مشيرا الى ان"العراق كله لنا نحن العراقيون لان العراق عراقنا وليس عراق الغرباء الادعياء الظلاميين العراق كل العراق لنا نحن المحرومون المظلومون الذين روينا ارض هذا الوطن بدمائنا منذ مئات السنين ، مبينا ان العراق كل العراق  لنا من موصله الحدباء الى بصرته الفيحاء وليذهب الداعشيون الى قاع الجحيم غير مأسوف عليهم" .

واوضح الحكيم ان"العراق سيبقى موحدا صامدا عزيزا رغم كل الجراح وكل الاهات وكل محطات اليأس والاخفاق والتخاذل لان العراق وطن الانبياء ووطن الائمة،  كبير بما يكفي ليكون اكبر من كل من يحاول ان يجد لنفسه مكاناً في تاريخ هذا الوطن المقدس  كما ان العراق عظيم بما يكفي لتتحطم على صخور عظمته كل النرجسيات والنزوات وكل الافكار المنحرفة من اي مكان اتت وبأي اسم تسمت ".

وخاطب الحكيم تيار شهبد المحراب بقوله ان" الشعارات الزائفة هي العملة الرائجة لقد اثبتم للعالم انكم الاوفياء  وانكم الصادقون الغيارى وانكم رجال الكلمة والموقف ،  منوها لقد نلتم احترام شعبكم بسياسة المصداقية  فلا تتخلوا عن مصداقيتكم لانها اصبحت سمة وميزة وعنوان لكم  لقد تقربتم الى  شعبكم فتقرب الشعب اليكم واحتظنكم ومنح ثقته لكم  فعززوا هذه الثقة وارفعوا رايات مصداقيتكم عاليا ولتكونوا انتم دائما الصادقون الاوفياء  ومع مصداقيتكم عبرتم عن اقوى معاني الارادة ومتى ما اجتمعت المصداقية والارادة فان طريقكم يكون دائما محفوفاًبالنصر ".

وطالب الحكيم الى التمسك بالمرجعية الدينية لانها الملجأ والحصن الحصين و الطريق الموصل للهدف المقدس كما دعا الى الدفاع عن المرجعية .

وبين الحكيم انه" من عمق جراحنا النازفة نتلمس جراحات اخوتنا في العروبة والاسلام ومن انين صرخات الموصل المغتصبة نتلوى على صرخات غزة المغتصبة  فالارهاب مصدره واحد والعقل المدبر له واحد وان اختلفت الاسماء والعناوين  واليوم توحّد الباطل في شره وعدوانه واصبحنا نرى بوضوح خيوط المؤامرة الارهابية الظلامية وقد اكتمل نسيجها  حيث يتبادل الارهابيون الادوارفهنا ارهاب باسم الدين وادعيائه وهناك ارهاب صهيوني باسم شعب الله المختار، مؤكدا ان الارهاب الاسود الظلامي الذي يحاول ان يعيد صياغة حدود المنطقة ويتلاعب بمصير شعوبها سوف لا يستثني احداً وسيندم الجميع عاجلا ام آجلا كلما تأخروا في مواجهته والتصدي له .

محرر الموقع : 2014 - 07 - 29