التَّسامح يحكم العلاقة مع المسلمين في بلجيكا رغم الصّعوبات
    

تورد بعض التَّقارير الإعلاميَّة معلومات عن وجود ما يقرب من 330 مسجداً في بلجيكا، نصفها في منطقة "فلاندر"، النَّاطقة باللّغة الهولنديَّة، والنّصف الآخر موزَّع بين فالونيا والعاصمة بروكسل.

وينتظر الكثير من هذه المساجد الاعتراف الرسميّ به، فالدَّولة لم تعترف سوى بـ85 مسجداً، ويأمل القيِّمون عليها، أن تعترف السّلطات بـ21 مسجداً جديداً قبل نهاية العام 2015.

وما نودّ التَّنويه إليه، أنَّ البلاد اعترفت بالدِّين الإسلاميّ في 19 يوليو/ تموز العام 1974، وهناك قانون يعترف بالإدارات الَّتي تتولّى رعاية الشّؤون الدّينيَّة لمعتنقي الدّين الإسلاميّ، وما يترتَّب على الدَّولة من التزامات تجاهها.

مع ذلك، ورغم الحديث عن أنَّ مسلمي البلاد يعيشون في ظلِّ ظروف متسامحة قياساً بدولٍ غربيَّة أخرى، فإنَّ المسلمين يتعرَّضون بين الحين والآخر للتَّشكيك والاتّهامات من قبل بعض الإعلام البلجيكيّ واليمين المتطرِّف.

فهذا الإعلام في أغلبيَّته متحيِّز، ولديه نظرة سلبيَّة إلى الإسلام والمسلمين، وتجد ذلك في المقالات الصحافيّة الّتي تخلق جوّاً من الخوف والنّفور لدى الشَّارع العام من الإسلام والمسلمين، وتتَّهم المسلمين بأنهم خزّان حقيقيّ للتطرّف والإرهاب، وبإنتاج خطاب الكراهية، ناهيك بنشر استطلاعات الرّأي الموجَّهة ضدّ الوجود المسلم في البلاد.

يتّفق القيّمون على الشَّأن الإسلاميّ في البلاد على أنَّ مصلحة المجتمع الّذي يتواجدون فيه هي ما تعنيهم، كما تعنيهم مصلحة المسلمين أيضاً، فهم لا يريدون سوى الأمن والسَّكينة والعمل، وممارسة شعائرهم الدينيَّة في حريّة تامَّة، كما يكفل ذلك القانون.

وتتحدَّث بعض الإحصاءات عن أنَّ ثلث العاصمة بروكسل مسلمون، وتتعامل الغالبيَّة العظمى من المواطنين البلجيكيّين بإيجابيَّة كبيرة مع المسلمين، رغم الدَّور المشوِّش لليمين المتطرّف، ورغم التَّهويل الإعلاميّ.

ويأمل المسلمون عامَّةً ببقاء أجواء التَّسامح قائمة في المجتمع، لما في ذلك من مصلحة للجميع، وتعزيز مناخات التَّواصل، ومدّ الجسور الفكريَّة والحضاريَّة والثقافيَّة، فبلجيكا معروف عنها بتسامحها واحترامها للأقلّيات الدّينيَّة في البلاد.

وهذا الاحترام الَّذي يتعرَّض اليوم لكثيرٍ من التّحدّيات، يتطلَّب تعاون الجميع وخلوص النيَّات.

محرر الموقع : 2015 - 08 - 31