فرهود يا (محمداه) ! لذلك تركت العراق!؟
    

 

 

 

 

هذا المقال حرّيٌّ بكل مؤمن يريد حُسن العاقبة قرائته.
(رائد الوزير) إنتقد الأطار و الحكومة فبيّنتُ له آلتالي:
دعني يا أخي أن ألخّص الموقف في العراق بجملة :
ألبعث الصدامي حَكَمَ بآلحديد و النار عبر 10 أجهزة قمعية لسرقة الناس بظل الإستكبار الحامي لنظامه .
ألمتحاصصون من بعده حكموا بآلحديد و "الديمقراطية عبر 10 مليشيات قمعية لسرقة الناس بظل المستكبرين الحاميين لهم ..
هذا هو فلسفة و شكل الحكم في العراق لدى نهج الأحزاب و بكل عناوينهم و تلك هي الغاية من السياسة و فلسفة الحكم عندهم كما شهد العالم بذلك و السبب :
فقدان الدِّين السّماوي و حتى الثقافة إلأبتدائية و الفكر الكوني من مناهج الحاكمين بكل عناويننهم, و هكذا كانت الحكومات عبر التأريخ بإستثناء 5 سنوات كانت فترة (العدالة العلوية) التي لا يؤمن بها لا الشيعة و لا السنة ولا القوميات الأخرى لهذا قتلوا علياً و أولاده و كل من نادى بآلعدالة و آخرهم الصدر العظيم .. الذي نادى بآلعدالة للجميع كما في حكومة الأمام عليّ(ع), حيث كانوا متساوون في (الحقوق الطبيعية) و الرواتب و الفرص و غيرها ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بآلتقوى(يعني المُتقي الحاكم: هو الذي يتقدّم و يخدم الناس أكثر من غيره و هو آخر من يستفيد), فرئيس الدّولة(الأمام) الذي لم يكن يمتلك بيتاً بإسمه ولا خدم و لا حمايات و كان يحكم 12 دولة وقتها لا يفرق وضعه المعيشي و راتبه و حقوقه الطبيعية مع الوزير و هكذا مع العامل و الموظف و القائد العسكري و حتى لو كان مواطنا مسيحياً أو يهودياً أو غير عربي بل كان أقل منهم تمتعاً بآللباس و الغذاء و الأمكانات .. و كلهم بآلمقابل  بمستوى حقوقيّ و معيشيّ واحد رغم إن (الخليفة) كان يحكم أنذاك إمبراطورية إسلامية كبيرة خضعت لها الشرق و الغرب و معظم بقاع الكرة الأرضية تقريباً !؟
و أزيدك من الشعر بيتاً, يا أخي "الوزير", و يا كل الناس:  لأثبت لك إلى أين وصل الخراب و الفساد في الوضع السياسي و الفكري و الأجتماعي و الأخلاقي و الحقوقي بسبب السياسيين و البرلمانيين و القضاة الفاسدين و كلّ مسؤول شارك في الحكومات بعد 2003م برعاية الظالمين من فوق!؟
و إليكم أصل القصّة :
قبل فترة دعاني شخص لأنضم إلى كروبهم الثقافي (الأكاديمي) بحدود العام 2017م لأنّ معظمهم كانوا أساتذة جامعات و كُتّاب و جامعيون و آيات و علماء و كان عددهم من البداية اكثر من 100 شخص مثقف و مفكر و كاتب و عالم ..  ضمن كروب يحمل عنواناً إسلاميّاً كبيراً (...) كإسم حزب دعاة اليوم الفاسدين(الذين كانوا أشرف الناس لكن تبيّن بعد تسلطهم بفضل الإستكبار العالمي؛ أنهم أحط الناس أخلاقياً و قيمياً و سلوكياً و شرفياً للأسف) لأن كلهم تقريباً كانوا إمّا يعملون مع الأمن و المخابرات و الحزب و الجيش الصدامي أو يخدمون ضمن مدارس البعث و جامعاته, لكن بعد السقوط أو قبله بسنوات أصبحوا ثواراً و مجاهدين  خصوصا القيادات منهم لأنهم يعرفون فلسفة الأنتهازية و من أين (تُؤكل الكتف) .. !!؟
المهم بعد إنضمامي و مطالعتي لهدف آلكَروب و موضوعاته أحببت الفكرة لكون هدفها ثقافي ساميّ و فكري يسعى لتطبيق العدالة بحسب الظاهر كبديل لنهج آلأحزاب التي نشرت و تنشر الظلم و الفساد و الجهل و النفاق و الكذب لسرقة الناس بإسم (القانون) و (الأسلام) و (الدعوة) و (دولة القانون) و حتى بإسم (الحشد) وغيرها .. لكن شيئاً فشيئا إنضم للكروب المدعو العميل المنبوذ رئيس الشبكة العراقية الرسمية و كذلك وزير سابق ووو آخرين تقاعدوا بعد ما نهبوا الملايين بل عشرات الملايين من الدولارات من حق الفقراء و الأيتام و الثكلى و المتقاعدين ..
إستغربت و سألت المشرف (...) : كيف قبلتم عضوية و إنضمام هؤلاء العملاء الفاسدين ... الذين نهبوا العراق ليحتلوا الصدارة مرة أخرى و جعلتموني أنا الذي جاهدت 70 عاماً كأحدهم!؟
بل و تحملت قيادة الصراع العملي في كل تلك العقود ولم أشاركهم لا في منصب و لا راتب و حرمت نفسي و عائلتي حتى الرمق الأخير!؟
فآلمفروض عليكم, قبول من يتميز بآلنزاهة و الكفاءة و له خلق و فكر بديل .. و لا يؤمن بسرقة الفقراء و تحاصص حقوقهم و قوتهم و وووو .. إلخ !؟
أ ليس هذا هو المطلوب و المتفق عليه كذلك!؟
لكنني سمعت جواباً غريباً ما معناه : [... كل الحكومات السابقة و الأحزاب و قادة المليشيات خصوصا المتحاصصة في الأطار بعد 2003م أو قبله سرقت مع سبق الأصرار بل وعطلت الحكومة سنوات و سنوات لأجل المناصب و الرواتب الحرام .. و ما زالت مستمرة بآلفساد المقنّن .. بل بعضهم جعل السّرقة في منهجه جهاداً في سبيل الله كآلمالكي و الخزعلي و البرزاني و الحمداني و الحلبوسي و الجعفري و و غيرهم ..  و باتوا يكذبون بكل صدق .. و يحلفون بآلثلاث بأنهم لا يملكون ديناراً واحداً بل لا يتمكنون من تزويج أبنائهم لفقرهم ...!!
و أضاف المدعو ... ضمن الكروب؛ و الآن يا إستاذنا و بعد ما تقوى عودنا و قرب إستلامنا للحكم بإذن الله نطبق العدالة(1)(كان هذا نهاية عام 2017م) !؟].
و أضاف ذلك المشرف ما هو الأغرب قائلاً : و (لماذا نطبق العدالة من دون كلّ الأحزاب و التيارات التي نهبت العراق و قد تحملنا كل هذا الضيم و العذاب منهم بسبب فسادهم و تحاصصهم)]!؟
عندها قلت له (إعتذر  من إستمراري معكم فدنياكم هذه لا تساوي عندي شسع نعل) .. و إنسحبت من موقعهم ..
و هكذا تركتهم و تركت بغداد و العراق الذي بات اليوم كآلذي يُذبح بآلقطن على أيادي العملاء المتحاصصون في الداخل و الأسياد من الخارج الذين لا يهمهم سوى سرقة الأموال من منطلق (فرهود يا محمداه) , لذلك تركت العراق لكنه سيظل في قلبي و بين جوانجي و إن إبتعدت عنه خصوصا الشوارع و الأماكن التي طالما قضينا فيها أوقاتاً ممتعة كآلمتنبي و الرشيد و أبو نؤآس و الصالحية و الكاظمية مع أؤلئك الشهداء العظام الذين سرق دعاة اليوم العار مع مَنْ تحاصص معهم و سرق حقوقهم و تأريخهم و جهادهم لدنياً زائلة و عاقبة سيئة!؟
و صدق الوائلي رحمه الله حين قال :
بغداد يومك لا يزال كأمسهِ .. صورٌ على طرفي نقيض تجمع
في القصر أغنية على شفة .. الهوى في الكوخ دمع في المحاجر يلدغ.
ألعارف الحكيم عزيز حميد الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ألعدالة في المفهوم الكوني, هي : [تساوى جميع المواطنيين في الحقوق الطبيعية].

 

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 01 - 27