د. فاضل حسن شريف
 
إحياء اليوم الثالث عشر من شهر رمضان الأحد:

أقام مسجد الإمام الحسين عليه السلام بمدينة تورنتو الكندية جلسة قرآنية يقرأ كل حاضر آيات من الجزء الرابع عشر من القرآن الكريم بإشراف السيد عبد السلام الموسوي، فقراءة دعاء الافتتاح، ومحاضرة للشيخ حسن العامري، فأذان المغرب وصلاتها، ومأدبة الإفطار للمتبرع مؤسس المسجد الحاج عطا علي.

كان عنوان محاضرة الشيخ حسن العامري (متابعة آيات من سورة الواقعة) قال الله تبارك وتعالى "وَحُورٌ عِينٌ" (الواقعة 22) آيات سورة الواقعة متسلسلة معطوفة على بعضها البعض. لماذا كلمة حور وردت بالضم وليس بالكسر حسب اعراب اللغة العربية كما حصل في الآيات التي قبلها؟ وسبب ذلك هو المعنى القرآني حتى لا تربط الحور العين بالولدان المخلدين. أغلب المفسرين يعتبرون الحور العين مخلوقات خلقت للرجال في الجنة. ولكن الحور هي جمع للرجال والنساء، فحور هي جمع حوراء للنساء، وحور هي جمع أحور للرجال. النساء المؤمنات يتميزن بالحياء والزهد "حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ" (الرحمن 72) المقصورات يعني لا يراهن أحد. ورد أن (نساؤكم في الدنيا نساؤكم في الاخرة). وورد أيضا في الخبر أن جمال مرأة الجنة تفوق كثيرا جمال مرأة الدنيا بآلاف المرات. 
 
قوله عز وجل "كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ" (الواقعة 23) المكنون يعني لم تلمسه يد من قبل "حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74)" (الرحمن 72-74). قوله عز من قائل "جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الواقعة 24) أي أن دخول الجنة سببها عمل الانسان المقبول عند الله سبحانه "أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ" (المعارج 38). الانسان يحتاج الى عمل صالح حتى يدخل الجنة. والله جل جلاله عادل يحاسب الظالم على ظلمه فيدخله النار و يدخل العبد الصالح الجنة. فلا يمكن ان يتساوى الظالم مع الصالح "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)" (الزلزلة 7-8).

قوله عز وعلا "لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا" (الواقعة 25) في الجنة لا تسمع كلام بذيء، ولا توجد فيها مشاحنات انما مكان أمان وسلام. واللغو هو الذي لا نفع فيه. التأثيم يعني غيبة ونميمة وكذب وغير ذلك من الأثام. ثم قوله سبحانه وتعالى "إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا" (الواقعة 26) رأي يقول التحية من الله تعالى "تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ" (الاحزاب 44)، ورأي آخر تحية الملائكة، ورأي ثالث تحيتهم مع بعضهم البعض "دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ" (يونس 10). في رواية عند دخول المؤمنين الجنة فان رضوان خادم الجنة يسلم على المؤمنين "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ" (الزمر 73). في آية كريمة يقول الله جل وعلا "يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا" (مريم 85) ومفهوم الوفد لقاء ناس في مكان محدد زمرا زمرا "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا" (الزمر 73) اي مجموعة مجموعة وعند اكتمالهم يذهبون معا الى مكان مخصص آخر. طبتم يعني بالمفهوم الحالي أهلا وسهلا "فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ" (الزمر 73) كيف لا فالجنة جمالها لا يمكن تصوره "وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (يونس 10).