لماذا تعرض المكون ألفيلي للإبادة في العراق
    

 لا شك أن ما تعرض له المكون  ألفيلي من إبادة  تامة وكاملة     كان الهدف منها قلعه من  جذوره  بالتهجير  وبالذبح المذل على سنة المجرم خالد بن الوليد   لا مثيل لها في تاريخ كل الإبادات   التي تعرضت لها المكونات الحرة  ذات النزعة الإنسانية الحضارية على يد أعداء الحياة والإنسان لا لذنب  أرتكبه  ولا لجريمة  فعلها  كل ذنبه إنه شعب عريق أصيل  من شعوب العراق كل ذنبه إنه من محبي الرسول محمد وأهل بيته  كل ذنبه إنه صاحب نزعة إنسانية حضارية عراقية كل ذنيه إنه محب للحياة والإنسان

 وعندما تسأل أي إنسان  من الشعب  ألفيلي  عن دينه عن أصله  يرد عليك انا من محبي الرسول محمد وأهل بيته  وسائر على نهجهما  يعني أنا إنسان محب للحياة والإنسان   أنا إنسان أنا عراقي  ولن أتخلى عن ذلك مهما كانت التضحيات والتحديات  وهذا هو السبب وراء عداء  الأعراب  بدو الصحراء  والأكراد والأتراك بدو  الجبل  كل  طرف من هذه الأطراف يسعى  من  أجل إكراه   هذا المكون على التخلي عن إنسانيته عن عراقيته  عن حبه للرسول محمد وأهل بيته  ويدخل في قيم وعادات الظلام والوحشية والعبودية  التي مهمتها ذبح الإنسان وتدمير الحياة كما هي طبيعة بدو الصحراء وبدو الجبل

فكان العراق وإيران   وطن واحد وشعب واحد   منذ أقدم الأزمنة  ويطلق عليه  أسم  بلاد فارس  وكان بلد حضارة ونزعة إنسانية وبلد الحركات الفكرية والإصلاحية والعلمية والتجديدية وبلد العلماء والمفكرين  وأهل العقل  والإصلاحيين  والمجددين  ما قبل الإسلام  وبعد اعتناقهم  للإسلام

 المعروف ان  المكون ألفيلي مكون أصيل  كانت  ناسه  منتشرة  في كل نواحي العراق وكانوا وجه العراق  وقادة العراق  وكان  العراق هو رأس بلاد فارس التي تطلق على العراق وإيران  لهذا أسرعوا الى اعتناق الإسلام قبل دخول  جيوش  الأعراب إليهم   لأنهم    تعرفوا على الإسلام عن طريق اليمن التي كانت تابعة  للعراق  والمعروف إن اليمن دخلت الإسلام  قبل دخول   الغزاة  الأعراب   ولهذا اثبت إن الشعوب التي دخلت الإسلام بدون حرب بدون قوة أصح إسلاما من الشعوب التي دخلت   بالقوة والإكراه   وأكثر فهما  ومعرفة وتمسكا والتزاما  بالإسلام وقيمه من الذين اعتنقوا الإسلام كرها  وتحت السيف فهؤلاء بمجرد  وجدود فرصة مناسبة يسرعوا الى التخلي عن الإسلام  او جعل الإسلام مطية  لتحقيق مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية على حساب قيم الإسلام الإنسانية الحضارية  كما اثبت إن أبناء بلاد فارس  أي  أبناء العراق وإيران  واليمن  هم الذين  حموا الإسلام  ودافعوا عنه لولا  بلاد فارس  أي أهل العراق وإيران واليمن   لما بقي  إسلام  ولولا الإسلام لما بقي أعراب ولا أكراد ولا أتراك فهؤلاء الأعراب والأتراك خلقهم الإسلام  ومنحهم القوة والبقاء رغم إنهم أساءوا للإسلام  وأضاعوه  لأنهم لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام بل أنزلوا الإسلام الى مستواهم  وطبعوه بطابعهم    وفرضوا قيمهم أخلاقهم الوحشية على الإسلام

المعروف كل الذين دخلوا الإسلام كرها خوفا من السيف تخلوا عن الإسلام او تستروا بالإسلام من أجل مصالح خاصة ومنافع ذاتية  حيث جعلوا من الإسلام إداة   لنهب أموال الآخرين وذبح شبابهم  وأسر واغتصاب نسائهم  وهكذا جعلوه مطية لكل من يبحث عن قوة ومال ونساء  وكانوا وراء ما أصاب الإسلام من تخلف وتأخر  وتشويه لصورته والحط من شأنه

 رغم كل ذلك  نرى أبناء  العراق وإيران واليمن  الذين ارتفعوا الى مستوى الإسلام  وتطبعوا بطباعه وتخلقوا بأخلاقه  ودخلوه عن قناعة    لا خوفا من شيء ولا رغبة في شيء  لهذا جندوا  أنفسهم لحماية   الإسلام  ورفع رايته حتى الصحوة الإسلامية  بقيادة الإمام الخميني    الذين  كانوا في طليعة المشاركين  والمساهمين  الرئيسيين بها  فكان  المكون  ألفيلي في طليعة المكونات

 ومع ذلك لا يريد جزاءا ولا شكورا كل الذي يريده من العراقيين الأحرار  الاعتراف بتضحياته   بما نال من عذاب وألم  وهتك للحرمات واغتصاب للأعراض ونهب للأموال  وذبح للشباب  وتهجير  لا لشيء سوى أنهم عراقيون أحرار يحبون العراق والعراقيين

مهدي المولى

   

محرر الموقع : 2024 - 04 - 09