الشرق الأوسط يبقى ساحة للصراعات الدولية، نعيم الهاشمي الخفاجي
    

عبر تاريخ الجزيرة العربية والعراق والشام لأكثر من ٢٠٠٠ عام، تشهد صراعات وحروب مدمرة، لم يسجل التاريخ، أن دول حكمت الجزيرة العربية والعراق والشام، كانت دول هادئة ومستقرة، بل كانت تشهد صراعات وقتال. 

التاريخ العربي قبل الإسلام لم يكن افضل من وضع  العرب ما بعد الإسلام، كانت للعرب بعصر ماقبل الإسلام، دولتين، الأولى المناذرة، عاصمتها الحيرة بمحافظة النجف الاشرف بالعراق، والدولة العربية الثانية هي الغساسنة عاصمتها حوران محافظة درعا السورية الحالية، وكلا ملوك الدولتين العربيتين، ذيول للامبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية، أن ساءت علاقة الفرس والروم يتقاتلون ذيولهم العرب، وان تصالح الفرس والروم، يتصالح ذيولهم العرب.

تاريخ العرب مزور، ومؤلم، جاء الإسلام بشريعة متكاملة نزلت على رسول الله محمد ص استطاع توحيد الجزيرة العربية، القران يحتوي على نصوص قوانين تحدد علاقات الانسان، وتحدد له ممارساته، وكيفية الاكل، والزواج والطلاق ولارث، وبر الوالدين، ومساعدة الفقير، وفرض ضريبة على الأموال لكي تعم العدالة الاجتماعية، ومحاربة الفقر، نزلت نصوص قرآنية تحذر الصحابة في عدم رفع أصواتهم فوق صوت النبي محمد ص، وورد نص قراني اخر بسورة الأحزاب الآية القرآنية التالية، ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾

ورغم وجود هذه الآيات الواضحة، تجد من الصحابة من عصى رسول الله ص، وعلو أصواتهم فوق صوت النبي ص، ورفضوا أن يكتب رسول الله ص وصية كتابية كما هو ثابت في رزية الخميس التي نتج عنها انقلاب السقيفة المشؤوم، بل وصلت الحالة لاراذل المسلمون من الوهابيين المتعصبين يثرثرون، بعصرنا هذا، ويقولون لماذا الله لم ينزل آية قرآنية تقول في خلافة الإمام علي بن أبي طالب ع وتنهي الصراع. 

سبقهم اسلافهم أيضا أرادوا الاعتراض على النبي محمد ص ونزل قول الله عز وجل، في سورة    الحجرات -الآية 16. وقوله { قل أتعلمون الله بدينكم }.

هناك من المسلمين من يبرر خطأ بعض الصحابة بمنعهم رسول الله ص بعدم كتابة الوصية بالقول انهم فتحوا العراق وبلاد فارس والشام، اقول لهؤلاء الحمقى، الفكر الشيوعي الإشتراكي الذي صنعه المفكر الفيلسوف كارل ماركس وضع قيم ومبادىء، وناضل من أجلها ليلن واقام دولة روسيا الشيوعية وتلاها إقامة الاتحاد السوفياتي، لكن الزعيم جوزيف ستالين سيطر على قيادة الحزب الشيوعي، وقام في اغتيال وقتل قادة الحزب الشيوعي، وأسس أساس خاطئ، لكنه قدم خدمات عظيمة للشيوعية والسوفيت، وهزم الزعيم النازي هتلر، ولولا ستالين لحكم النازي هتلر كل العالم.

لكن رغم خدمات ستالين العظيمة للسوفيت والشيوعية، لكنه أسس أساء خطىء،  تسبب بقتل ملايين البشر بل وتهيئة الأرضية لسقوط الاتحاد السوفياتي والأضرار بالفكر الشيوعي، كذلك الحال لدى المسلمين، الصحابة الذين عارضوا رسول الله ص ولا ننكر لهم دور بنشر الإسلام بالسيف، لكن النتيجة حولوا الإسلام من دين اخاء إلى دين سبي وقتل، واشباع غرائز جنسية ونكاح غلمان، وحرق جثث بعض الصحابة والتمثيل بجثثهم، وفتحوا باب الصراعات التي قتلت ملايين البشر، بحيث حتى عائلة رسول الله ص لم تنجوا من القتل والسبي والذبح.

العباسيين حكموا الشرق والغرب في بداية حكمهم، بعد معاداتهم الى ال بيت رسول الله ص واجرامهم في اغتيال الإمام موسى بن جعفر ع. 

وبعد موت هارون تقاتل ابنائه على السلطة، هذا الصراع، فتح الطريق بدخول الاتراك، وبعد ذلك اغتالوا الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وكذلك اغتيال ابنه الإمام محمد بن علي الجواد، في هذه الحقبة  سيطر الأتراك على مفاصل الدولة العباسية، وظهرت دويلات مستقلة، واشتعلت الحروب الداخلية، وتعاون صلاح الدين مع الصليبيين للقضاء على دول الشيعة الإسماعيلية في مصر والمغرب وتونس وليبيا والجزائر وسوريا والاردن، تعاون الخليفة العباسي مع التتار للقضاء على دولة البويهيين الشيعة الإسماعيليين في إيران، عسكر التتار في مدينة مندلي قبل دخولهم بغداد في ١٢٠ سنة وكانوا يحلبون بالخليفة العباسي، بنفس طريقة حلاب  ابقار الخليج المستر ترامب.

قويت شوكة الاتراك، قام التتار في إسقاط بغداد بدون قتال لان الخليفة قام في تسريح العسكر، وانشغل بالغلمان والجواري، بعد دخول التتار بغداد، سيطر الأتراك على رقعة جغراقية كبيرة من شمال سامراء الى غالبية اراضي تركيا الحالية، بني العباس هربوا في اتجاه مصر، وبقي معهم المسلمين في اجزاء من الشام ومصر، قام الأتراك في مهاجمة مصر وسوريا وخلعوا الخليفة العباسي وساقوهم بالأحذية لمبايعة الخليفة التركي العثماني، لقطع اخر طريق امل لعودة العباسيين مرة ثانية الى بغداد.

دول العرب الحالية صناعة استعمارية، بريطانيا وفرنسا هي من صنعت ورسمت دول العرب ونصبت عليهم حكام عملاء، انظمة العرب وعلى راسهم عبدالعزيز ال سعود وشريف مكة وابنائه، هم من وقعوا على إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين.

حروب الشرق الأوسط الحالية، تبقى مستمرة، قوى الرجعية العربية باتت مسيطرة على الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي، وتم سوق ياسر عرفات بالقندرة ليوقع اتفاقية سلام اوسلو، ماحدث في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عندما نفذت حماس هجوم على الاسرائيليين وقتلت مئات من الاسرائيليين، لأول مرة يسقط أكثر من ١٣٠٠ اسرائيلي في معركة ساعة من الزمان، بالتأكيد يكون الرد الإسرائيلي قوي وقاسي، مضت أكثر من ست أشهر ويوميا الطيران ومدفعية الجيش الإسرائيلي تقصف في مدينة غزة، وتم قتل أكثر من ٣٣٠٠٠ فلسطيني وجرح أكثر من ٧٥٠٠٠ فلسطيني ثلثي الضحايا والجرحى هم من الأطفال والنساء.

ماحدث بغزة، كان بسبب عدم إيجاد حلول دائمة تعطي الفلسطينيين دولة حتى لو على جزء صغير من اراضيهم، الإعلام العربي وصف ماحدث بغزة  في   زلزال سياسي.

الحقيقة التي كانت مخفية، وباتت واضحة، هناك اتفاق بين الدول العربية ونتنياهو في تصفية حماس، لأن بقاء حماس يعني حرمان السعودية من فتح علاقات مباشرة مع إسرائيل.

اجتمع العرب من خلال رؤساء الدول العربية ومعهم رؤساء ٥٥ دولة اسلامية سنية، بعد اندلاع حرب غزة،  عجزوا عن إدخال كيلو رز واحد إلى غزة، حسب قول الكاتب والصحفي الإسرائيلي ايدي كوهين، الرجل يتكلم عربي لانه من يهود لبنان، وله جمهور عربي خليجي كبير، حسابه يضم مائة ألف متابع سعودي، ايدي كوهين صريح،  قالها، من خلال تغريدة على منصة اكس، قال،  أوروبا وملوك ورؤساء العرب وأضاف لهم الله مع نتنياهو لتصفية منظمة حماس.

الإعلام العربي ينشر اخبار حول قيام القوات الإسرائيلية( بعمليات إعدام في الشوارع لعشرات الألوف من أطفال فلسطين ونسائها وشبابها في واحدة من أكبر المجازر في التاريخ البشري المعاصر).

أغرب نكتة يضيف هذا الكاتب العربي والذي يكتب بصحف البداوة الوهابية صنيعة دول الاستعمار القول التالي( كشفت تلك الأحداث عن جوهر السياسات التي تمضي وراءها القوى الإقليمية المختلفة وسقطت الأقنعة عن وجوه الفرس والترك واليهود، ويضيف هذا الكاتب النحرير،  بل وبعض الدول الأخرى في أحشاء أفريقيا، خصوصاً في شرقها حيث نشطت إثيوبيا لمواصلة أساليبها بالضغط على أطراف العالم العربي مستهدفة مصر بالدرجة الأولى بسبب النزاع حول السد الإثيوبي).

هههههه ههههه هههه شر البلية مايضحك، انتم من قبلتم في قيام دولة إسرائيل على ارض فلسطين، ولم يكن وجود للفرس قبل الحرب العالمية الأولى في فلسطين والشام. بل كان وجود لقوات الجيش العثماني التركي وانتم العرب السنة تعاونتم مع القوات البريطانية والفرنسية في قتل الضباط والجنود الأتراك وسلمتم فلسطين وسوريا إلى القوات البريطانية والفرنسية، وقاتلتم معهم في قتل الجنود والضباط الأتراك العثمانيين المنهزمين.

لا دخل للفرس والأتراك بقضية تسليم فلسطين لليهود، العرب هم من سلموها، والعرب هم من طلبوا من نتنياهو تصفية منظمة حماس، ههههههه لاتلقون قذاراتكم على الآخرين ايها العربان.

موقف الشيعة كان مع الدولة العثمانية، بينما العرب السنة مع القوات البريطانية والفرنسية الغازية.

الاعلام العربي يثير قضية وجود خلافات امريكية اسرائيلية، في الحقيقة، لاتوجد خلافات امريكية إسرائيلية بل الواقع على الأرض يقول ان علاقاتهم قوية، نتنياهو والقوى المناوئة له في الكنيست متفقين على عدم القبول بحل الدولتين، جولدا مائير قالت إلى السادات في زيارته إلى الكنيست مشكلة الفلسطينيين عند العرب وليس عند الاسرائيليين، لو تجرى انتخابات حاليا في إسرائيل نشاهد  الشارع الإسرائيلي يدعم نتنياهو ويفوز بالقليل بنصف الناخبين.

الكاتب العربي المحلل الحنتير، يقول( أما مصر فهي محصلة لجميع الصراعات والمواجهات في المنطقة، وهي تنظر إلى السعودية حليفاً تاريخياً، وإلى الإمارات صديقاً حالياً وتحتفظ بعلاقات هادئة وباردة مع إسرائيل واحتمالات إيجابية مع تركيا).

هههههه علاقات باردة هههههه ليس كل بارد غير  لذيذ، الآيس كريم، يكون طيب وشهي اذا كان بدرجة برودة شديدة للانجماد، أما إذا أصبح حار فيصبح  طعمه كريه ههههههه ويضيف هذا الكاتب العبقري بالقول التالي( أما العلاقات مع إيران، إذ يخشى المصريون دائماً من التوغل العقائدي الإيراني).

ما هو الفرق بين وجود علاقات دبلوماسية ايرانية مع مصر مثل وجود سفارة إسرائيل بالقاهرة ههههههه 

 ويضيف هذا الفلته( أما عن السودان فحدث ولا حرج إنها مأساة تاريخية مؤلمة).

 

ههههه مزيدا من الذل، هنيئا لكم على كل هذا الانبطاح.

مسك الختام،  سبب فقدان الساسة بيئتهم  الحاضنة.

سأل شخص منتصر، بقايا دولة سقطت وأصبحوا شراذم، وبعد أن تم أسر القادة، سألهم الطرف المنتصر، ماسبب سقوط دولتكم.

كان جوابهم،  كالتالي 

قربنا العدو طمعاً في كسب وده، وبعّدنا الصديق ضامنين ولاءه، 

فنالنا غدر الأول،

وخسرنا انتماء الثاني.



نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

11/4/2024

 
 
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 04 - 11