صرخة الإمام الخميني أنها امتداد لصرخة الإمام علي
    

رغم المسافة الزمنية    بين صرخة  الإمام علي  وصرخة   الإمام الخميني ورغم ما حدث من تغيير وتجديد  وتطور  في واقع الناس وواقع الحياة  لكن  تبقى  صرخة  الإمام  الخميني هي امتداد لصرخة الإمام علي  وهذا دليل على إن الإسلام أتى في زمن غير زمانه وفي مكان غير مكانه  فكانت صرخة الإمام علي  الصرخة هي الرحم  الذي ولد منه صرخات الحرية  في كل مكان  وفي كل زمان  فهيأت المكان  والزمان  الملائم  للإسلام   فتجمعت كل صرخات الحرية  كل الدماء الطاهرة  والأرواح الحرة  في صرخة الإمام  الخميني وأنصاره   فكان النصر العظيم والفتح المبين   لصرخة الإمام علي  فلولا موقف الإمام علي الحكيم والشجاع  لما استمرت الصرخة ولما كبرت واتسعت  وولدت الجمهورية الإسلامية في إيران  ولما ولد محور المقاومة الإسلامية التي ولدت طوفان الأقصى

فالحياة لا يبنيها  إلا الأحرار  ولا تبنى إلآ  بالدماء الزكية التي  تراق   وبالأرواح  الطاهرة التي يقدمها الأحرار 

فكانت صرخة  الإمام علي  لا تكن عبدا لغيرك وكانت صرخة الحسين كونوا أحرارا في دنياكم   فالحرية هي التي تمنح الإنسان إنسانيته وبدونها  يتحول الإنسان الى دون الحيوان منزلة  لهذا نرى الإمام علي كان متلهف  بشوق  الى الفوز العظيم وهو الموت في سبيل الحرية  في سبيل الإسلام في سبيل حياة حرة وإنسان حر عندما ضربه  العبد المأجور عبد الرحمن بن ملجم  بأمر من طاغية العصر المنافق الفاسد معاوية صرخ بوجه  فزت ورب الكعبة    فكانت هذه الصرخة  قوة هزت كيان البغي  وأرعبت الطغاة المجرمين وهكذا بدأت هياكل وحصون الظلام والطغيان تتهاوى  حتى قبر الشاه والطاغية صدام

 كل عمل خير  وشعلة ضوء يخلقها الأحرار  تبدأ في نقطة ثم تستمر هذه النقطة في  التوهج والاتساع   بفعل  الأحرار  محبي الحياة والإنسان من بعده  فيزداد توهجها  واتساعها   فكل  ما خلقه  الأحرار من بني البشر  في كل ما حولنا من بيوت من طرق من وسائل نقل مختلفة من  صناعات مختلفة   في كل المجالات  بدأت في نقطة واحدة ثم طورها   الأحرار  محبي الحياة والإنسان من بعده   حتى وصلت ما وصلت عليه من تطور وتقدم واتساع  في كل نواحي الحياة  وهكذا يستمر هذا التطور  والتجدد  الى ما لا نهاية  طالما هناك  أحرار محبين للحياة والإنسان  ومع ذلك يعود الفضل كل الفضل  لمن اكتشف اخترع النقطة  الأولى   ومن هذا يمكننا القول  إن ما وصل اليه الإنسان من حرية   وما تحقق للإنسان  في مجال الحرية والكرامة الإنسانية وما حصل عليه من بعض الحقوق يعود الى صرخة الإمام علي  ( لا تكن عبدا لغيرك ) وصرخة الإمام الحسين ( كونوا أحرارا في دنياكم ) ومن هذا يمكننا القول ‘ن كل ما حدث  ويحدث  من  تغيير وتجديد   في الحياة ومن انتصارات ونجاحات للإنسان   يعود الفضل في ذلك الى صرخة الإمام علي الى تضحيته  التي لا مثيل  لها في كل التضحيات  التي رد على من فلق رأسه بسيفه  فزت ورب الكعبة كأنه كان يرى إن ذبحه  هو الضربة التي تهز هياكل البغاة وحصون الطغيان   لهذا قال فزت ورب الكعبة

 

  عندما  ننظر  الى الواقع نظرة سطحية  غير موضوعية  يتضح لنا إن صرخة الإمام علي فشلت وإن صرخة الإمام الخميني نجحت والحقيقة غير ذلك فصرخة الإمام الخميني هي امتداد لصرخة الإمام علي   فالإمام علي هو قائد الثورة ومفكرها  ورافع رايتها  وشعلتها  لأن كل الصرخات والثورات التي حدثت في العالم  كانت تهتدي  بصرخة الإمام علي وتحت رايته  التي استمرت أكثر  من 1400 عام   حتى اكتملت  على يد الإمام الخميني   

   ومن هنا يمكن القول  الآن تهيأ  الزمان والمكان  الملائمان   لصرخة الإمام علي في قيادة العالم  الحياة   لبناء حياة حرة وإنسان حر

 مهدي المولى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 04 - 13