مغتربون عراقيون يبنون مضيفاً من قصب الأهوار في ولاية فيلادلفيا الأميركية
    

اجتمع مغتربون عراقيون من ولاية فيلادلفيا الأميركية هذا الاسبوع مع محاربين أميركان كانوا متواجدين في العراق اثناء الحرب ليعملوا سوية كفريق ضمن مركز، سجوايلكل Schuylkill للثقافة البيئية لبناء مضيف تراثي من فولكلور بيئة الاهوار في جنوبي العراق وذلك في حي، روكسبروغ، بولاية فيلادلفيا مستخدمين تقنيات البناء القديمة لبيوت القصب التي تميز بيئة جنوبي العراق.

 

 

تشييد المضيف سيكون عبارة عن سلسلة من اقواس مصنوعة من حُزم سميكة من القصب والبردي، وهو نبات موطنه الأصلي في العراق وهو مشابه لما هو موجود في مسطحات نهر ديلوير المائية في الولاية. أما جدران وسقف المضيف فسيتم إنشاؤها من أوراق قصب البردي المحاكة.

وحي المشروع قد تم تنفيذه من قبل فنانة البيئة من سياتل سارة كافاج، وكذلك من المصمم العراقي يعرب العبيدي الذي كان محاضرا في جامعة بغداد قبل ان يطلب اللجوء الى الولايات المتحدة ويستقر في ولاية فيلادلفيا عام 2016 كمهاجر. وسيكون هذا المشروع، حسب علمهم، المضيف التراثي الوحيد الذي يتم بناؤه خارج العراق.

قال العبيدي عن هذا البناء التراثي الذي يعود تاريخه لاكثر من 5000 عام مضت "المضيف يمثل مدرسة، قاعة، محفل، مجلس حوار وحسم أمور.. يمكن القول ان كل هذه الأنشطة الاجتماعية تحدث فيه. غالبا ما يكون زعيم العشيرة متواجدا هنا لحل المشاكل بين الناس وحسمها".

العبيدي وكافاج متمكنان من تشييد المضيف في فيلادلفيا لان مواد البناء متوفرة هنا. وقسم منهم يقول متوفرة بشكل كبير عند المسطحات المائية. ولكن عملية اقتلاع هذه النبتة تكون مصحوبة بالعناء حيث تتطلب استخدام مواد كيمياوية وحرق، وقد تصاحب عمليات اقتلاع القصب والبردي بعض الإصابات من خدوش بسبب تشابك النباتات على نحو كثيف. ويشير بعض خبراء البيئة الى ان بناء بيوت من القصب تكون صديقة للبيئة ولها فوائد في مناطق تشهد تغيرات المناخ ولهذا فان بناء بيوت من قصب في مسطحات مائية تقي ساكنيها من حالات ارتفاع مناسيب مياه المحيط.

عملية انشاء المضيف وبناؤه هو مشروع فني برعاية برنامج بيئة المسطحات المائية لنهر ديلوير. وبكونه مشروعا فنيا فهو اكثر من كونه تشييد معماري، انه يهدف الى عكس قضايا اكبر عن المعالم البيئية والهجرة والاختلافات الثقافية. وتقول كافاج بان مواد البناء تحكي قصتها بنفسها.

وتضيف كافاج بقولها "قصة كيفية تعاملنا مع نبات القصب والبردي هي أيضا تعكس قصة كيفية تعامل أميركا مع أي شيء، تعكس تعامل اميركا بحوارها في موضوع الهجرة وتطور هذا الحوار عبر السنوات".

هذا المضيف هو الأكبر في سلسلة 16 عملا فنيا قامت به كافاج يطلق عليه، روح البيئة المائية، حيث تستخدم فيه مواد من الطبيعة لخلق تشييد سكني يتناغم مع بيئة نهر ديلوير. وهذه السلسلة هي انعكاس لتصاميم من ايحاءات متعددة جميعها يكون فيها القصب والبردي مادة أساسية من تشكيلها وبنائها. البناء المشيد من قصب البردي يشجع الناس للجلوس سوية ويتبادلون الأحاديث بسرور وسعادة فيما بينهم.

+ المدى عن: موقع NPR الأميركي

محرر الموقع : 2021 - 06 - 01