بعد اغتيال “موسوي”.. هل تتوسع الحرب إقليميا أم تحتفظ إيران بحق الرد؟
    

 

 

 

مثلت غارة طيران الاحتلال على العاصمة السورية دمشق، حدثا فارقا في التوتر الذي تشهده المنطقة، والآخذ بالتصاعد.

وقالت وسائل إعلام سورية، إن قصفا جويا استهدف إحدى المزارع، بالقرب من شارع أبو طالب في منطقة السيدة زينب، وإن المعلومات الأولية تشير إلى وجود ضحايا ومصابين وأضرار مادية جراء القصف.

عصر الاثنين شنت مقاتلات الاحتلال عدوانا على منطقة السيدة زينب بريف دمشق، ليعلن الحرس الثوري الإيراني اغتيال اللواء رضي موسوي أحد مستشاريه القدامى في سوريا الذي كان مسؤول تنسيق دعم وحدة المقاومة في سوريا.

وقالت رويترز إن جيش الاحتلال لم يصدر تعليقا حتى الآن على الهجوم، مشيرة إلى أن الاحتلال يشن منذ سنوات هجمات ضد ما تصفها بأنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا.

توقيت الهجوم ونتائجه فتحت الباب أمام تصعيد قد تشهده الجبهة السورية، التي غلب عليها الهدوء طوال الفترة الماضية، خصوصا أن المستشار الإيراني المُغتال يعد شخصية رفيعة في الحرس الثوري، الذي توعد بالثأر له.

وبحسب وكالة تسنيم الإيرانية، فإن موسوي هو أحد كبار قادة الحرس الثوري في سوريا، كما أنه من أقدم المستشارين الإيرانيين هناك، حيث كان مقربا من قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قتل في هجوم بطائرة أمريكية مسيرة بالعراق عام 2020.

من جانبها، نقلت رويترز عن مصادر أن الموسوي كان المسؤول عن تنسيق التحالف العسكري بين إيران وسوريا، مشيرة إلى أن التلفزيون الرسمي الإيراني قطع بثه الإخباري المعتاد ليعلن اغتيال موسوي.

وذكر مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الموسوي، كان مسؤول التحالف العسكري بين سوريا وإيران منذ ثمانينات القرن الماضي.

ويعد الموسوي من أوائل المستشارين الذين رافقوا سليماني في سوريا، كما يعتبر أحد أبرز مهندسي الضربات الصاروخية التي تطال شمال الأراضي المحتلة، والمنسق الرئيسي لوصول الأسلحة لحزب الله اللبناني عبر الأراضي السورية.

وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في 12 من الشهر الجاري مقتل قياديين اثنين في صفوفه بسوريا هما “محمد علي عطائي شورتشه” و”بَناه تقي زاده” في قصف للاحتلال.

وعلى مدى السنوات الماضية، شن الاحتلال مئات الغارات على أهداف قرب العاصمة دمشق وحلب وفي مناطق أخرى بعموم سوريا، إلا أن هجمات الاحتلال تصاعدت بعد بدء معركة “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي.

الرد الإيراني
وتوعد الحرس الثوري الإيراني، دولة الاحتلال الإسرائيلي بدفع ثمن اغتيال موسوي، أحد مستشاريه العسكريين القدامى في ‎سوريا.

كما تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الاثنين بجعل إسرائيل “تدفع” ثمن قتل موسوي.

وقال رئيسي في بيان: “لا شك أن هذه الخطوة هي علامة أخرى على الإحباط والضعف والعجز لدى النظام الصهيوني الغاصب في المنطقة”، مضيفا أن إسرائيل “ستدفع بالتأكيد ثمن هذه الجريمة”.

وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية “أن اغتيال مستشار الحرس الثوري في سوريا عمل آثم وجبان وعلامة على الطبيعة الإرهابية للنظام الصهيوني”.

وأكدت في بيان، “أن طهران تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين على اغتيال مستشار الحرس الثوري”.

قال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إنه يتعين على “تل أبيب” أن “تنتظر عدا تنازليا صعبا”.

وفي حسابه على منصة “إكس”، كتب عبد اللهيان: “تقدم حسين أمير عبد اللهيان بخالص التعازي لعائلة موسوي والشعبين الإيراني والسوري”.

وأضاف: “لقد ناضل هذا الشهيد الكريم بشجاعة لسنوات عديدة إلى جانب الشهيد الحاج قاسم سليماني لضمان أمن إيران والمنطقة ضد الإرهابيين”.

وتابع: “تل أبيب تنتظر عدا تنازليا صعبا”

من جهته يقول الكاتب والباحث العراقي إلياس فراس، “إنه بالقياس على عملية اغتيال سليماني، وفي ظل الظروف الحرجة التي تعيشها إيران، لا يتوقع أن نشهد ردا إيرانيا عالي المستوى”.

وأضاف في منشور على منصة “إكس”، “قد تقتصر الردود الإيرانية على تصعيد للهجمات في الداخل السوري أو البحر الأحمر، أو تصعيد وتيرة الدعم العسكري لحماس، من أجل استنزاف إسرائيل أكثر، عبر رفع مستوى الخطر، وقد تكون الهجمات السيبرانية أو الاستخبارية، عبر استهداف رعايا إسرائيليين في بعض الدول، أحد الردود الإيرانية المرشحة في المرحلة المقبلة”.

من جانبه يرى الناشط السياسي علي الصنعاني، “أن المكان المناسب للرد الإيراني على اغتيال المستشار هو في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 أو الجولان المحتل ويتم ذلك عبر صواريخ تنطلق من الأراضي الإيرانية تحديدا”.

وأضاف، “التعامل بالمثل أي خارج ما تسمى دولة إسرائيل وبصواريخ من إيران نفسها، لو ردت إيران بهذه الطريقة لن تتجرأ إسرائيل على الرد”.

بدوره ذكر الباحث السياسي اليمني عبد الغني الزبيدي، “أنه طالما استهدف الكيان الصهيوني قائدا كبيرا في الحرس الثوري مثل الموسوي في دولة أخرى فإن الرد الإيراني على هذه الجريمة سيكون في دولة أخرى وسيكون هذه المرة سريعا وحاسما وقويا، فلدى إيران بنك أهداف معد مسبقا وهذا يعني أن لا حاجة للتريث”.

في المقابل، ذكر الكاتب الصحفي اليمني سعيد بكران، “أن الرد الإيراني على اغتيال أحد كبار جنرالاتها في سوريا لن يكون إلا عبر خطوط الدفاع المتقدم التي بنتها إيران في اليمن والعراق وسوريا ولبنان”.

وأضاف في منشور على منصة “إكس”، “أن الهجوم الإسرائيلي وضع إيران في مأزق، فخط اليمن يقع تحت ضغوط توقيع اتفاق الهدنة، كما تحكم حزب الله في لبنان معادلة منع توسع الحرب، هذا فضلا عن الوضع في العراق غير الفعال حيث يفرض عليه الدخول بمواجهة مع القواعد الأمريكية والأطلسية والحكومية العراقية التي تحميها هذه القوات”.

وتابع، “أن الخط السوري ضعيف ومحكوم بالعلاقة مع الحكم السوري والتواجد الروسي القوي. والطرفان لا يرغبان في استخدام سوريا حاليا في حرب مفتوحة مع إسرائيل”.

الرد الإيراني على اغتيال احد كبار جنرالاتها في سوريا لن يكون إلا عبر خطوط الدفاع المتقدم التي بنتها ايران في اليمن العراق سوريا ولبنان وغزة .

الاحتلال يتجهز
في هذه الأثناء قالت هيئة البث العبرية، إن الاحتلال رفع الحالة الأمنية جنوب الجولان السوري المحتل تحسبا لتنفيذ عمليات من الأراضي السورية.

من جانبه قال الصحفي الإسرائيلي، باراك رافيد، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، إن دولة الاحتلال تجهز نفسها لرد إيراني، يشمل إطلاق صواريخ من لبنان وسوريا، ردا على اغتيال قيادي في الحرس الثوري بغارة إسرائيلية في سوريا.

ونقل عن المسؤول الذي لم يذكر اسمه ولا منصبه، بأن رضي موسوي كان مسؤولا عن شحنات الأسلحة من إيران إلى المليشيات الموالية لها في سوريا، وإلى حزب الله.

وكانت سلطات الاحتلال قررت صباح الاثنين إغلاق مجموعة كبيرة من المستوطنات الشمالية اعتبارا من الساعة السادسة صباحا حتى إشعار آخر، خوفا من حرب محتملة مع حزب الله اللبناني.

وقال الناطق باسم بلدية كريات شمونة، إنه على ضوء تقدير الوضع، تقرر إغلاق مجموعة كبيرة من المستوطنات الشمالية، الحدودية مع لبنان، أمام دخول المستوطنين حتى إشعار آخر.

وأعلن المجلس الإقليمي في مستوطنات الجليل الأعلى، التي تبعد عن الحدود مع لبنان مسافة 4 كيلومترات، أنه سيبدأ إغلاق الطرقات في المنطقة. وتأتي هذه التدابير خوفا من هجمات “حزب الله” اللبناني.

*عربي 21

– ماجاء في التقرير لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

 

 

 

محرر الموقع : 2023 - 12 - 26